لقد كان الطفل منذ قديم الأزل موضع اهتمام الجهود الفردية للفلاسفة الباحثين والعلماء على المستوى القومي والعالمي.
وتؤكد الدراسات التربوية والنفسية أن مرحلة الطفولة أصبحت مرحلة محدودة المعالم ذات خصائص واضحة يمكن على أساسها تحديد أطرها التربوية خاصة في مرحلة رياض الأطفال وعليه فرعاية الطفل وتنشئته في هذه المرحلة من العمر أصبحت في عصرنا هذا علماً وفناً في وقت واحد، علماً ينظم وسائل التربية والرعاية الشاملة للطفل، ويضع المبادئ والنظريات التي ينبغي السير على هديها، وفناً لا يجيده إلا من حباه الله القدرة على التعامل لجيد مع طفل هذه المرحلة.
وهذا الكتاب الذي يعتبر مدخلاً أو مرجعاً يلقي الضوء على مرحلة رياض الأطفال من جميع الجوانب النظرية والتطبيقية ويقدم فيما يتضمنه الأسس العامة للعملية التربوية والتعليمية لهذه المرحلة ويطرح الأفكار والآراء والنظريات التربوية لكل من العلماء والمسلمين الغربيين، كما يقدم الإطار المنهجي الذي يجب أن يتسم به العمل في هذه المرحلة مستنيراً بمفهوم النشاط الذي ترتكز عليه رياض الأطفال على اعتبار أنها مؤسسة أو مرحلة تقدم تربية هادفة من خلال النشاط واللعب باعتباره تعليماً وتربية وتنمية وإمتاعاً.
ويقع هذا الكتاب في ستة فصول يتضمن الفصل الأول الأهمية التربوية لمرحلة ما قبل المدرسة وقد تضمن ابرز ثلاثة عوامل أساسية مرتبطة بالجانب المجتمعي والجانب التربوي والجانب العلمي.
أما الفصل الثاني فقد تناول تاريخ تربية الطفل من خلال نظريات لأبرز علماء وفلاسفة الإسلام والغرب، والمتصلة بالطفل عامة وطفل هذه المرحلة على وجه الخصوص.
وأما الفصل الثالث، فقد تناول مفهوم منهج الأنشطة بالروضة وطبيعته وركائزه وعلاقته بالتعلم الذاتي، كما تضمن أيضاً أسسه وخصائصه وتخطيطه وتنظيمه.
وتناول الفصل الرابع مكونات منهج الأنشطة بالروضة فتناول المحاور الخمس المتمثلة في الأهداف والمحتوى والطرائق والوسائل والتقييم.
أما الفصل الخامس فقد تناول تنظيم العمل بالروضة، والذي يتضمن قبول الأطفال وتسجيلهم وتواجدهم بالروضة، وانتقالهم من والى الروضة في النظام اليومي، وتقسيم البرنامج في الروضة مع نموذج ليوم، كما تناول أيضا التعامل فيما بين الروضة والمنزل، ثم قدمنا في نهايته بعض النماذج الرئيسية للسجلات المنظمة للعمل بالروضة.
أما الفصل السادس والاخير، فقد تناول الجهاز الفني والإداري بالروضة، متناولا مديرة ومعلمة الروضة من حيث المؤهلات والدور والصفات والواجبات، وكذا الكوادر المساعدة في الروضة.
ثم اختتم الفصل بعرض لبعض نماذج السجلات الرئيسية التي يجب أن تتوافر في الروضة لسلامة العمل الإداري والفني.