مناهج البحث الكمي والنوعي المختلط

» الاستاذ الدكتور رجاء محمود ابو علام
عدد الصفحات: 424
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 4
لون الطباعة: اسود
القياس (سم): 17x24
الوزن (كغم): 0.85
الباركود: 9789957069599
السعر : 20.00 $

تطور البحث العلمي في العقدين الأخيرين، وتعددت طرقه بدرجة كبيرة مما أتاح للباحثين مجالات عديدة يختارون منها ما يناسب أهدافهم. ويمكن القول أن هناك توجهين أساسيين للبحث، هما البحوث الكمية، والبحوث النوعية. وكان اهتمام معظم البحوث في الماضي يركز على البحوث الكمية، ثم تطورت أساليب البحث وظهرت البحوث النوعية التي تحاول ما أمكن البعد عن الأرقام والعمليات الإحصائية. ومع تطور عملية البحث لم يعد الأمر قاصرا على الاختيار بين البحوث الكمية والبحوث النوعية، فقد وجد الباحثون أن ذلك يعتبر أسلوبا قاصرا عن استخدام إمكانيات البحث العلمي بشكل كامل. إذ أدى التطور الذي مر بالبحث العلمي في العقدين الأخيرين إلى النظر إلى عملية البحث نظرة أوسع وأشمل، ولم يعد الموقف هو الاختيار بين البحوث الكمية والبحوث النوعية، ذلك أن أي بحث يقع بشكل عام على متصل يتراوح بين البحوث الكمية والبحوث النوعية (Newman & Benz, 1998) ، وخير ما يمكن قوله في هذا الصدد أن البحث ينزع إلى أن يكون إما كميا في معظمه أو نوعيا في معظمه، إلا أن عملية البحث اليوم غالبا ما تحاول تحقيق التوازن بين النوعين، حتى أنه ظهر في العقد الأخير نوع من البحوث يجمع بين النوعين وأصبح يطلق عليه البحوث المختلطة التي تستخدم في بحث واحد أساليب البحث الكمي والبحث النوعي.

ويهدف هذا الكتاب إلى تزويد المهتمين بالبحث العلمي في مجال العلوم الإنسانية بالأسس النظرية والفعلية العملية للبحث العلمي وأساليبه وتقنياته التي يحتاجها عادة الباحث الذي يريد القيام ببحث في أحد مجالات العلوم الإنسانية. والفلسفة التي تحكم تأليف هذا الكتاب مزدوجة، فهو يهدف أولا إلى تقديم عملية البحث باعتبارها مجموعة من الأنشطة المتكاملة وليست مجرد تطبيق لمفاهيم وأفكار منعزلة وغير مترابطة. ويتبع الباحثون في العلوم السلوكية عادة مجموعة من الخطوات بدءا من تحديد مشكلة البحث وانتهاء بكتابة تقرير البحث. ومعنى هذا أن فهم هذا التتابع في خطوات البحث أمر حيوي لعمليات البحث والاستقصاء. ولذلك نجد فصول هذا الكتاب تتابع بنفس الترتيب الذي نتابع فيه خطوات البحث العلمي متضمنة المفاهيم والأفكار والعمليات التي يتضمنها البحث عادة.

وبالإضافة إلى هذا فإن الباحث في العلوم السلوكية اليوم يحتاج إلى مصدر كبير من الطرق والوسائل التي تمكنه من دراسة القضايا السلوكية المعقدة في مجتمعنا. فلم يعد ممكنا لنا كباحثين في المجالات السلوكية الاعتماد على طريقة واحدة في البحث سواء أكانت تجريبية أو مسحية لدراسة مشكلات البحث. ولابد للباحثين في العلوم السلوكية في القرن الحادي والعشرين من الاهتمام بكل من البحوث الكمية والبحوث النوعية، بحيث يكون لديهم فهم عميق لتصميمات البحوث المتعددة التي نستخدمها هذه الأيام في دراساتنا. ويهتم هذا الكتاب أثناء تناوله لخطوات عملية البحث بكل من الطرق الكمية والنوعية، حيث نناقش أوجه التشابه والاختلاف بين التطبيقات المختلفة. ويناقش الكتاب عشرة تصميمات مختلفة للبحوث هي التي تشكل اليوم ذخيرة البحوث السلوكية والاجتماعية.

وسوف يحاول الكتاب أن يقدم نظرة شاملة ومتوازنة لمجالات البحث كما هي معروفة في الوقت الحاضر. كما أننا سنحاول أثناء معالجة مجالات البحث المختلفة أن ندرس القضايا المرتبطة بأسس البحث، بحيث نناقش كيفية معالجة مشروعات البحوث المختلفة، والبيانات التي تتضمنها تلك البحوث وكيفية جمعها وتحليلها. ويركز هذا الكتاب بشكل عام على ثلاثة جوانب أساسية، هي:

  • تقديم تغطية متوازنة لكل من البحوث الكمية والبحوث النوعية والبحوث المختلطة.
  • معاونة الطالب والباحث على كيفية البدء في عملية البحث.
  • معاونة الطالب على معرفة كيفية قراءة البحوث وتقويمها.

ولننظر الآن إلى كل جانب من هذه الجوانب بشيء من التفصيل:

تغطية متوازنة لكل من البحوث الكمية والنوعية والمختلطة:

يقدم هذا الكتاب تغطية متوازنة لجميع أنواع تصميمات البحوث. وسوف يتيح هذا للقارئ الحصول على صورة كاملة للبحث في العلوم السلوكية كما يمارس الان. وبعد مراجعة عامة في القسم الأول للطبيعة العامة للبحث والطرق المختلفة، يقوم الكتاب في الجزء الثاني بمناقشة عملية البحث بأنواعها الكمية والنوعية والمختلطة، وتتناول الفصول من الثاني للعاشر خطوات عملية البحث مع التأكيد على الجوانب التالية:

  • تحديد مشكلة البحث.
  • مراجعة البحوث السابقة.
  • تحديد الغرض من البحث، وأسئلة البحث أو فروضه.
  • جمع البيانات سواء كانت كمية أو نوعية.
  • تحليل وتفسير البيانات الكمية والنوعية.
  • إعداد تقرير البحث.

ومناقشة عملية البحث من زواياها المختلفة يساعد الطلاب على فهم ومعرفة الاختيارات المتاحة أمام الباحث، وكيفية تناول كل اختيار منها.

وبعد هذه المناقشة سوف نتناول إجراءات القيام بأنواع خاصة من البحوث الكمية والنوعية، والدراسات المختلطة. وأنواع البحوث التي سوف نتناولها في هذا القسم هي: البحوث التجريبية، ,والسببية المقارنة، والبحوث الارتباطية، والبحوث المسحية،,وبحوث النظرية التأسيسية، والبحوث الإثنوجرافية، والبحوث القصصية، والبحوث المختلطة، والبحوث الفعلية العملية.

مساعدة الطالب على تعلم كيفية البدء في إجراء البحوث

تتناول الفصول الخاصة بتصميم البحوث وعملية البحث مرشدا خطوة بخطوة في الخطوات الأساسية لبناء خطة البحث، وإجراء البحث، وتقويمه. وتُرشد القارئ مجموعة من الصفات في كيفية القيام بخطوات وإجراءات البحث. وسوف نقدم أمثلة عديدة من مناهج البحث لشرح المجهودات التي يقوم بها الباحث لتنفيذ بحثه. ولتوفير منظور واقعي لعملية البحث، واختيار تصميمات البحث المناسبة. ومن بين الأشياء التي سوف يؤكد عليها الكتاب:

  • تخطيط وتنفيذ عملية البحث.
  • قوائم المراجعة التي تلخص النقاط الأساسية مثل معايير التقويم التي تستخدم لتقويم جودة البحوث الكمية والنوعية.
  • أمثلة من دراسات حقيقية ودراسات افتراضية الغرض منها تصوير الطرق الصحيحة وغير الصحيحة لإعداد تقرير البحث.
  • أنشطة تتبعية في الجزء الخاص "بالأسئلة والأنشطة التدريبية" لمساعدة القارئ على تطبيق المفاهيم التي تعلمها من متابعة المادة الموجودة بالكتاب.
  • قسم خاص بعنوان "التفكير بصوت مرتفع" لوصف التمرينات التي وجدها المؤلف مفيدة.

مساعدة الطالب على كيفية قراءة وتقويم تقارير البحوث

يحاول الكتاب أن يقدم الإرشاد والتوجيه في قراءة البحوث في أجزاء متعددة من الكتاب، لزيادة قدرة الطالب على اكتساب المهارة في قراءة وتفسير وتقويم تقارير البحوث. وأهم العناصر التي يتناولها الكتاب من هذه الناحية:

  • تخطيط وتنفيذ عملية البحث.
  • المعايير التي تستخدم لتقويم جودة البحوث الكمية والنوعية.
  • يعطي الكتاب أمثلة من البحوث المنشورة في كل نوع من تصميمات البحث الكمية والنوعية.
  • الاهتمام بإبراز القضايا الأساسية التي يجب أن ينتبه إليها القارئ عند قراءة تقارير البحوث أو تقويمها.

تصنيف البحوث

يمكن تصنيف عملية البحث في نوعين عامين:

  • البحث الكمي.
  • البحث النوعي.

ويشير البحث الكمي إلى البحث الذي يتخذ من الأرقام والعمليات الإحصائية أساسا له. ولذلك فهو يهتم بالمتغيرات التي تتضمن قياس صفات الأشياء وخصائصها .أما البحث النوعي فهو ذلك النوع من البحوث التي تركز على المعاني والمفاهيم والتعريفات، والخصائص، والرموز، ووصف الأشياء.

وإذا كان الباحث يجمع بيانات كمية مثل الطول والوزن من أفراد أو جماعات، ويتوقع تحويل هذه الأرقام إلى متوسطات أو أية عملية إحصائية أخرى، فإننا نطلق على هذا البحث بحثا كميا. أما إذا كان الباحث يهدف إلى مقابلة الناس للحصول منهم على بيانات تتعلق بمتغيرات بحثه، وينوي تحويل استجاباتهم اللفظية إلى متغيرات تتعلق بعاداتهم وخصائصهم، فإننا نطلق على هذا البحث بحثا نوعيا.

ويهتم الكتاب بشكل عام بالتركيز على النواحي التطبيقية للبحوث التي يختارها كأمثلة لبعض العناصر الواردة فيه. وقد وضع الكاتب الفصول التي تعالج تحليل البيانات في البحوث الكمية عقب الفصل الخاص بجمع البيانات الكمية. وبالمثل وضع الفصول التي تعالج تحليل البيانات النوعية عقب الفصل الخاص بجمع البيانات النوعية.


الرجوع