يُشبِّه الكثير من المتخصصين عملية تحليل وتصميم نظم المعلومات بعمل المهندس المعماري، فكما هو الحال بالنسبة للمهندس المعماري الذي يستخدم التصميم المعماري كخلاصة لمتطلبات المنزل. فإن خبراء نظم المعلومات يمتلكون أساليب بناء لتمثيل متطلبات النظام وتصميمه بأسلوب مشابه لأسلوب عمل المهندس المعماري. ويتباين حجم مشروع بناء نظام المعلومات من مشروع فردي (لمستخدم واحد) إلى مشروع نظام للمعلومات يستخدم من قبل آلاف الأفراد في المنظمات الكبيرة (لعشرات المستخدمين)، وترتب على هذا الحجم الكبير لمشاريع نظم المعلومات بروز العديد من القيود النظرية والعملياتية التي واجهت خبراء تصميم نظم المعلومات, ومن ثم أصبح مدى ودرجة تعقيد مشاريع نظم المعلومات أكبر بكثير من قابليات مُصمم واحد أو حتى فريق واحد. من هنا فإن بناء نظام معلومات كبير وفاعل بشكل سليم يستلزم اعتماد مداخل نظامية ملائمة تسمح بتجزئة المشكلة المعقدة إلى عدد من المشاكل الأقل تعقيدا ومن ثم يتيح الفرصة لعدد من خبراء بناء النظام بالعمل معا في المشروع. والحقيقة التي يجب إقرارها هنا هي أنه كلما توسع حجم النظام وزادت درجة تعقيده تزيد أيضا عدد الجهات المشتركة في تصميمه وبنائه، وقد يستلزم مشروع نظام المعلومات مشاركة جميع الأطراف ذات العلاقة بتطبيقات النظام إلى جانب خبراء التصميم والبناء.
لقد تم ابتكار مجموعة من الأدوات لتوثيق مستلزمات تصميم وبناء نظام المعلومات (متطلبات النظام, الخصائص الوظيفية له، بدائل التصميم وغيرها من الجوانب ذات العلاقة)، وأطلق عليها اصطلاح " الأساليب الهيكلية Structured Techniques ". وهذه الأساليب تعتمد في جميع مراحل عملية تحليل وتصميم وبناء النظام, يضاف إلى ذلك أنه تم دمج هذه الأساليب في إطار مدخل اكبر أطلق عليه " منهجية بناء النظام" System Development Methodology ". وهذه المنهجية في جوهرها تمثل إطارا يتألف من مجموعة من الإرشادات، الأدوات والأساليب الخاصة بكيفية إدارة تطبيق المعرفة والمهارات لبناء النظام. فبالإضافة إلى الأدوات المهيكلة (Structured Tools)، فإن هذه المنهجية تصف من هم المشاركون في عمليات التحليل والتصميم والبناء، وما هي أدوارهم، مراحل البناء ، مراكز القرار، والأشكال والمُخططات المستخدمة لتوثيق النظام.
وبناء عليه فقد صمم هذا الكتاب لتزويد الطالب بمثل هذه القاعدة المعرفية، لأن هدفه هو مُساعدة الطلبة ليكونوا مستفيدين نهائيين يُمكنهم أن يقترحوا ويشتركوا في تصميم وبناء وتطوير نظم المعلومات. وضمن هذا التصور جاء الكتاب متضمنا المراحل الخاصة بتحليل وتصميم نظم المعلومات في إطار دورة حياة النظام. حيث اشتمل الكتاب على تسعة فصول: تناول الأول مفهوم تحليل وتصميم نظم المعلومات وأبعاده والقواعد الذهبية التي يفترض الالتزام بها في تحليل وتصميم نظم المعلومات.
وركز الفصل الثاني على التخطيط لفعاليات نظم المعلومات من خلال بيان مفهوم التخطيط وأبعاده، مداخل التخطيط لنظم المعلومات، مناهج بناء/تطوير نظم المعلومات، أدوات بناء/تطوير نظم المعلومات، أساليب بناء/تطوير نظم المعلومات،تقويم مشروعات نظم المعلومات واختيار مشروع نظام المعلومات.
وانصب الفصل الثالث على دراسة جدوى نظم المعلومات من خلال توضيح مفهوم دراسة جدوى نظم المعلومات، بيان أهميتها، المتطلبات التي تسبق دراسة جدوى نظم المعلومات، مشاكل دراسة الجدوى وتحديد الخطوات التي تنجز من خلالها دراسة جدوى نظم المعلومات.
وتضمن الفصل الرابع تحليل نظام المعلومات الحالي بالتركيز على الأبعاد الخمسة الأساسية لمفهوم نظم المعلومات وهي تحليل هدف نظم المعلومات، تحليل عناصر نظم المعلومات (تحليل مُخرَجَات نظم المعلومات، تحليل مدخلات نظم المعلومات، تحليل عمليات المعالجة في نظم المعلومات وتحليل التغذية العكسية)، تحليل المستلزمات الضرورية لإدارة وتشغيل نظم المعلومات (تحليل المستلزمات المادية لنظام المعلومات، تحليل المستلزمات البرمجية لنظام المعلومات،تحليل المستلزمات البشرية لنظام المعلومات وتحليل المستلزمات التنظيمية لنظام المعلومات)، تحليل الأنظمة الفرعية في نظام المعلومات وتحليل علاقات التكامل في نظام المعلومات.
وركز الفصل الخامس على تشخيص مشكلات نظام المعلومات الحالي ومعالجتها من خلال تحديد مشكلات نظام المعلومات الحالي ومن ثم تحديد بدائل حل المشكلات وتقويمها باستخدام الأنواع المختلفة من دراسات الجدوى الفنية، الجدوى العملية،الجدوى الاقتصادية، الجدوى القانونية، الجدوى السياسية وصولا الى التوصية بالبديل الأنسب.
وبهدف التمهيد لتصميم نظام المعلومات الجديد فقد تناول الفصل السادس إعداد مواصفات نظام المعلومات المُقتَرَح بدءاً من مواصفات المُدخلات، مواصفات المُخرَجَات، مواصفات عمليات المعالجة، مواصفات الأفراد العاملين،مواصفات الأجهزة والمعدات ومواصفات البرمجيات.
ويغطي الفصل السابع الآلية المعتمدة في تصميم نظام المعلومات الجديد فيما يتعلق بتصميم مُخرَجَات نظام المعلومات، تصميم مدخلات نظام المعلومات،تصميم عمليات المعالجة، تصميم نظام الاستعلام، وتصميم نظام قاعدة المعلومات.
ويستعرض الفصل الثامن عملية اختبار نظام المعلومات الجديد وتطبيقه من خلال بيان كيفية اختبار نظام المعلومات الجديد، تهيئة الأفراد العاملين لتطبيق نظام المعلومات الجديد والانتقال إلى تطبيق نظام المعلومات الجديد.
وأخيرا تناول الفصل التاسع جهود ما بعد تطبيق نظام المعلومات الجديد والمتمثلة في تقويم وصيانة نظام المعلومات.