في النصف الثاني من القرن العشرين تمكن الإنسان من الصعود إلى الفضاء ومجابهة المشاكل الكبيرة على كرتنا الأرضية: الفقر والحروب والأمراض الخطيرة مثل أمراض عدم المناعة، السكتة القلبية وغيرها وحُلت إلى حد ما مشكلة بقاء الإنسان بين النجوم، ولكننا ما زلنا بعيدين عن الشعور بالأمان على سطح الكرة الأرضية، لأن الكثير من الملوثات ما زال يتحدى عبقرية الإنسان: (الطاقة الذرية والالكترونيات والأحياء الآيونية) وتمكن التلوث الصوتي والهاوئي والإشعاعي من إنقاص المساحة التي يعيش عليها الإنسان، ومن الإساءة إلى وجوده البيولوجي، والسؤال هل سيكون هناك وقت للإنسان ليتمكن من إنقاذ نفسه أو أن شبح الذرة سيكون له الكلمة النهائية؟ ليس مهماً هل سيأتي الطوفان من الأرض من البحر أو من مما يسمى حرب النجوم؟
على الطرق الطويلة لا يوجد اتجاه واضح، وعلى الطرق القصيرة لا يوجد نفس كفاية، لا نعلم إلى أين نحن ذاهبون ولكننا نعرف بأننا سنصل إلى هناك بسرعة.
اكتشف الإنسان (الإنسان الآلي) ووجد نفسه في صالات المصانع، وما زال ينتظر الضيوف في صالات استقبال الفنادق، وهناك صعوبة في زرع الأعضاء، والطلب عليها يزداد يوماً بعد يوم، وذلك بسبب فشل عمل الأعضاء المختلفة، والقاعدة تقول: (الوقاية خير من العلاج).
ولهذا يصبح عدد الأطباء أكثر، وتكثر إصابات الأعصاب، وتصبح هناك حاجة إلى طعام خالِ من الأمراض، والنصيحة بكثرة الحركة.
ويدخل في القاموس العالمي اصطلاح لاتيني آخر هو الاستجمام الذي أصبحت له أهمية عالمية.
ويدخل الاستجمام في حياتنا اليومية، وأصبح له وجود يتطلب تفسيراً علمياً، وأخيراً، فالنظرية ليس لها هدف آخر غير تطوير الخبرة، وهذا العمل له أيضاً هذا الهدف الذي يقصد منه تحريك الآخرين للتفكير في الاستجمام.