من المعلوم أن الأمم تقاس بثقافتها ومقوماتها الفكرية وقيمها الأخلاقية، وانجازاتها العلمية، وحضارتها الإنسانية.
وثقافتنا الإسلامية كان لها الدور الأكبر في بناء خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.فقد رسخت عظمتها، ووطدت سلطانها، وتميزت عن سائر الأمم بعقيدتها وقيمها وأهدافها، مما منحها المكانة المتميزة في الفكر والتراث.
وهذا الأمر ليس بغريب، فهي ثقافة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الإنساني، المرتبط بالوحي الذي يضبط المصطلحات، فالثقافة والأخلاق لا يمكن فصلها عن تعاليم منشئ الكون.
وأمتنا في الوقت الحاضر تعيش في عصر اختلطت فيه الثقافات وتعددت الحضارات. فأصبحنا في أمس الحاجة إلى ثقافتنا الإسلامية التي تحفظ على امتنا شخصيتها المتميزة، وتضيء الطريق لأجيالها، طريق العلم والنور والمعرفة والثقة في ديننا الحنيف، وتبين منهج الدعوة الى الله وتحقق الخير للناس أجمعين.
وهذا الكتاب الذي جاء في موضوعاته وفق خطة ومتطلبات جامعة البلقاء التطبيقية في مادة الثقافة الإسلامية، ما هو إلا محاولة جادة مخلصة –إن شاء الله- ومرشد للطلبة، جاء ثمرة جهد وعمل أكاديمي ليرسخ مفاهيم الثقافة الإسلامية في نفوس وعقول أبنائنا الطلبة.
ولنا كبير الأمل في المدرس والمربي الذي له الدور الأساس في ترسيخ تلك المفاهيم عن طريق الأسلوب الحكيم والقدوة الحسنة، ليكون له الأثر البالغ في تعليم هذا الجيل هذه الثقافة التي امتازت بتوازنها واعتدالها وتوسطها في جميع جوانبها الروحية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمبنية على الرفق واللين والعدل والفكر وتحقيق الرحمة والخير للناس كافة.
ولقد راعى المؤلفان في هذا الكتاب تقريب المفاهيم والمصطلحات وطرح المواضيع في وسطية من الفكر، وواقعية في المعالجة على ضوء الواقع الذي نعيش والذي أصبح في أمس الحاجة لثقافة هذا الدين الذي ارتضاه رب العالمين لخلقه أجمعين.
وقد اشتمل هذا الكتاب على تسع وحدات هي:
الوحدة الأولى: مدخل إلى الثقافة الإسلامية
الوحدة الثانية: مصادر الثقافة الإسلامية وروافدها
الوحدة الثالثة: خصائص الثقافة الإسلامية
الوحدة الرابعة: الإسلام والعلم
الوحدة الخامسة: قضايا ثقافية وطبية معاصرة
الوحدة السادسة: تحديات تواجه الثقافة الإسلامية
الوحدة السابعة: رد الشبهات التي تثار حول الإسلام
الوحدة الثامنة: نظام الأخلاق في الإسلام
الوحدة التاسعة: النظم الإسلامية
حاولنا فيها –إن شاء الله- تقديم العبارة الواضحة، والفكرة المركزة بأسلوب واضح، واعتدال علمي، وذلك ليسهم في باب المعرفة الإسلامية.إلى جانب ما كتب الأخوة العلماء وأصحاب الشأن في هذا الموضوع.