مقارنة الاديان

» الاستاذ الدكتور محمد احمد الخطيب
عدد الصفحات: 436
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 4
لون الطباعة: اسود
القياس (سم): 17x24
الوزن (كغم): 0.95
الباركود: 9789957064358
السعر : 20.00 $

إن الله عز وجل في كتابه العزيز دعا المسلمين إلى الحوار مع الآخر مهما كان هذا الآخر، ووجهه من خلال آيات كثيرة إلى كيفية هذا  الحوار، حتى ولو كان مع  المخالفين والمعاندين، وقد أعطانا رب العزة نموذجا مهما لهذه القاعدة، وهو حواره وهو رب العالمين،  عزوجل مع إبليس  - العاصي والمعاند والكافر-، بل إن الله عز وجل  استجاب لدعائه وأنظره إلى يوم يبعثون.

وعندما نستعرض سير الأنبياء والمرسلين، نجد أن  هذا المبدأ هو أساس مهم في أسلوب دعوتهم، فقد لبث نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين، وهو يحاور قومه ويجادلهم، وإبراهيم عليه السلام حاور النمرود حوارا يقوم على الحجة والبرهان

ورسولنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان مثالا حياً في  التعامل الإنساني والحوار مع غير المسلمين، فقد كان عليه الصلاة والسلام يقيم منهجا يعلم من خلاله أمته أن الآخر موجود، ولا بد من التعامل معه، وأولى مبادئ التعامل هو الحوار والجدال المنطقي مع أصحاب الديانات الأخرى السابقة على الإسلام، خاصة اليهود والنصارى.

فالرسول صلى الله عليه وسلم حاور المشركين في مكة، وجاءت آيات قرآنية ترد على شبه المشركين في الله واليوم الآخر، وبعد هجرته عليه الصلاة والسلام إلى المدينة، كان من  الواضح أن تعامل النبي عليه الصلاة والسلام مع اليهود واعتبارهم مواطنين في الدولة الإسلامية، دليلا على اعتراف الإسلام بوجود الديانات الأخرى في مجتمعه والمجتمعات الأخرى.

ومع ذلك فإن هذا لم يمنع من  نزول الآيات القرآنية التي تبين وتوضح حقيقة الدين الصحيح في  رسالتي موسى وعيسى عليهما السلام، وكانت هناك وقفات قرآنية مع عقائد هؤلاء تدعوهم إلى الكلمة السواء الموصلة إلى المراجعة والتفكير.

 واستمر المسلمون يسيرون على  هذا  النهج، وقامت حضارة الإسلام تعترف بالآخر من غير المسلمين ولا تنكر وجودهم، ولهذا عاش  غير المسلمين في أمان واطمئنان داخل المجتمعات الإسلامية، وظهرت الحوارات والمناظرات والردود في كتب وموسوعات كتبها علماء مسلمون عن أهل الديانات الأخرى وعقائدها وشرائعها، بكل موضوعية وأمانة، وبدون اجتراء أو ظلم، وهذا الكم الكبير من كتب الملل والنحل، لم  يكن ليتم لولا أن هؤلاء العلماء قد  عرفوا هذه  الديانات عن كثب، فدرسوها وحللوها، مما جعلهم روادا في دراسة الأديان، وهكذا ظهر: النوبختي، وابن حزم، والشهر ستاني، والبيروني وغيرهم.

واليوم، وقد أصبح هذا العلم من أهم العلوم وأشهرها فلا توجد جامعة في الغرب والشرق إلا ويوجد فيها قسم يعنى بعلم مقارنة الأديان، ويعود هذا إلى انفتاح العالم على بعضه البعض، فوسائل الاتصال فتحت الباب واسعا أمام الإنسان كي يتفاعل مع غيره من أبناء أمته أو أبناء الأمم الأخرى، لذا أصبح من الواجب على أبناء الجامعات، خاصة أولئك الذين يدرسون العلوم الشرعية أن ينفتحوا على هذا العلم الهام، والذي من خلاله يمكن أن يتواصلوا مع أبناء الأمم والديانات الأخرى.

من أجل هذا كتبت هذا الكتاب، الذي يعالج الأديان الرئيسة في العالم (السماوية والوضعية)، واعتمدت منهج التحليل مع العرض للمعلومات من مصادرها، وقد قسمت هذا الكتاب إلى أربعة أبواب هي:

الباب الأول: مقدمة في الدين.

الباب الثاني: اليهودية.

الباب الثالث: المسيحية.

الباب الرابع: الأديان الوضعية الحية (الهندوسية والبوذية والكنفوشية والشنتوية والسيخ).


الرجوع