ان هذا الكتاب يتحدث عن مناهج الدراسة الأدبية الحديثة المختلفة في دراسة هذا الأدب بأعلامه وآثاره، سواء المنهج التاريخي أو المنهج الفني. واقتضت طبيعة هذا المقرر أن نجعله في عشرة فصول، على النحو التالي:
الفصل الأول: العصر الجاهلي، وقد خصصناه للحديث عن العوامل التي أثرت في الأدب الجاهلي، وهي: طبيعة السلالة العربية، والبيئة الجغرافية، والحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والعقلية، وأسواق العرب.
الفصل الثاني: وقد خصصناه للحديث عن أهم قضايا الشعر الجاهلي، وهي: رواية الشعر الجاهلي وتدوينه، وقضية الانتحال، ومصادر الشعر الجاهلي، ومقدمة القصيدة الجاهلية، ومنزلة الشاعر في العصر الجاهلي، وخصائص الشعر الجاهلي.
الفصل الثالث: وقد خصصناه للحديث عن موضوعات الشعر الجاهلي، وهي: الهجاء، والفخر والحماسة، والرثاء، والمدح، والغزل، والوصف، والحكمة.
الفصلان الرابع والخامس: وقد خصصناهما للحديث عن أصحاب المعلقات العشر، ابتداء من معلقة امرئ القيس وانتهاء بمعلقة عبيد بن الأبرص. وأفردنا كل معلقة بترجمة صاحبها، ونبذة عنها، وتحليل نماذج منها.
الفصل السادس: وقد أفردتاه لدراسة ظاهرة الصعلكة، وترجمة أعلام الصعاليك وهم: تأبط شراً والشنفرى وعروة بن الورد، وحللنا نماذج من أشعارهم.
الفصل السابع: وقد درسنا فيه طائفة من شعراء الجاهلية، هم: لقيط بن يعمر الإيادي، والسموأل، وعامر بن الطفيل، وعدي بن زيد العباديّ، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، وتناولنا نماذج من أشعارهم.
الفصل الثامن: وهو دراسة تحليلية لنماذج من الشعر الجاهلي في رثاء النفس لعبد يغوث الحارثي، ورثاء الأخ لدريد بن الصمة، والفخر القبلي للمرقش الأكبر.
الفصل التاسع: ودرسنا فيه بنية القصيدة عند اثنين من الشعراء الصعاليك، هما: تأبط شراً، وقيس بين الحدادية.
الفصل العاشر: وقد قصرناه على دراسة النثر الجاهلي بآفاقه المتعددة، هي: الخطابة، والأمثال والحكم، وسجع الكهان، والوصايا، والقصص.
أما الأهداف التي توخيناها من هذا الكتاب الذي أسميناه (الأدب الجاهلي) فهي:
- تحرينا أن نجعله ثقافة أدبية، تحقق المتعة الفنية والفائدة العلمية معاً.
- حث الطلبة على قراءة النصوص الأدبية الواردة فيه، وفي دراستهم لها تقوية لمهارات الكتابة والخطابة ونظم الشعر.
- ربط الأدب العربي بتاريخ العرب في الجاهلية، وبمختلف أنماط حياتهم الاجتماعية والسياسية والدينية والعقلية، وربطه أيضاً بلغة العرب في هذا العصر.
- ربط الأدب الجاهلي بمكارم الأخلاق التي عُرف بها العرب في الجاهلية، وجاء الإسلام ليتممًها. وذلك تصديقاً لقول النبي r: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
- حثّ الطلبة على حفظ أكبر قدر من النصوص الأدبية: شعراً ونثراً، لتستقيم ألسنتهم ولنغرس فيهم تذوق الأدب الرفيع، والاستمتاع به، وإصدار أحكام نقدية عليه، بعد تحليله إلى عناصره واستعراض ما فيه من أفكار وتجارب أدبية، وما فيه من صور وأخيلة، ومن عبارات منتقاة، لتكون أحكامهم على نصوص الأدب وليدة الدراسة الواعية والذوق المستنير.