التجارة الالكترونية وتطبيقاتها
أولاً، وقبل كل شيء ليس من السهل الخوض في موضوع هام، من جهة، وشائك، من جهة أخرى، كموضوع التجارة الإلكترونية، والكتابة عنها. إنه نوع من التحدي، ولكنه تحدٍ مهم ومفيد. فمن المعروف أن الدول المختلفة، الكبيرة منها والصغيرة، والغنية منها والفقيرة، أو بالأحرى محدودة الدخل، سعت، وتسعى إلى الدخول في تجربة التجارة الإلكترونية، والاستفادة من معطياتها. حيث إنها، أي التجارة الإلكترونية أمر لابد منه، في ضوء المعطيات الكبيرة، التي لا يمكن المضي بدونها، والفرص الذهبية التي لا يمكن السكوت عنها، والتطورات الإيجابية التي يمكن الاستمرار من دونها. وقد يرى البعض بأنني كمؤلف لهذا الكتاب قد ذهبت بعيداً في عرضي لواقع وتأثير التجارة الإلكترونية، بكل أبعادها وتطبيقاتها. وجوابي على ذلك: نعم، لأنني حين أتطلع إلى نجاحات التجارة الإلكترونية، في دول مختلفة، كبيرة منها، ومتوسطة وصغيرة، انخرطت في ركب التجارة الإلكترونية، ودخلت في تطبيقاتها المتعددة، ابتداء بالنشر الإلكتروني وانتهاء بالسياحة الإلكترونية والحجوزات الإلكترونية، ومروراً بالبنوك الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني، والإعلانات الإلكترونية، والتسوق الإلكتروني، وبكل الفرص التي توفرها هذه التطبيقات وغيرها للبلد والمجتمع المعني بهذه التطبيقات.
وعلى هذا الأساس فقد توزعت فصول الكتاب على محاور عدة، ابتداء من التعريف بالتجارة الإلكترونية، وتوضيح ما يراه الكتاب والمعنيون بها، أي التجارة الإلكترونية، وتطبيقاتها المختلفة. حيث كانت هنالك تعريفات متعددة، مختلفة نوعاً ما، أحياناً. وهو أمر طبيعي في ضوء التنوع في تطبيقات التجارة الإلكترونية. ومن جانب آخر فإن التعريفات ترتبط بوجهات النظر المختلفة التي ترتبط بالتجارة الإلكترونية، فهنالك وجهة نظر للاتصالات، وأخرى ترتبط بالخدمات المتأتية من التجارة الإلكترونية، وتعريف آخر مرتبط بإنجاز الأعمال إلكترونياً، وهكذا.
وقد رأى الكاتب أن تكون فصول الكتاب موزعة على عشرة فصول، ابتداء من التعريف بالتجارة الإلكترونية، والمفاهيم العديدة المرتبطة بها، من وجهات النظر المتعددة. وكذلك أهدافها، ومراحلها، وأهم نتائج التطورات التي أتت بها. كذلك أهم العناصر التي ينبغي التعرف عليها عند التعامل مع التجارة الإلكترونية، وصفات التجارة الإلكترونية، وخصائصها الأساسية، وكذلك أساليب قياس حجمها، فضلاً عن متطلبات التجارة الإلكترونية والمعالم المميزة لتقنياتها.
أما في الفصل الثاني فقد تحول الكاتب إلى البنية الإرتكازية للتجارة الإلكترونية، والتي هي شبكة إنترنت، وكذلك إنترنت 2، المضافة الجديدة. فكانت هنالك نظرة سريعة على شبكة الإنترنت واستخداماتها. والتطورات الجديدة نحو (إنترنت 2)، وبعض تطبيقات (إنترنت 2 الإلكترونية على الإنترنت وبروتوكولات الحماية. ونماذج إدارة الإعمال التجارية المتوفرة على الإنترنت، مثل تجارة إلكترونية من أعمال إلى مستهلك B2C)، وتجارة إلكترونية من أعمال إلى أعمال (/B2B) وتجارة إلكترونية من مستهلك إلى مستهلك (C2C).
ومواقع الأسواق في التجارة الإلكترونية على الإنترنت. وتطبيقات ودعم الإنترانت للتجارة الإلكترونية. وأخيراً تسهيلات الإنترنت في البيع والتسويق إلى الزبائن الأفراد.
بعدها تحول الكاتب إلى أنماط التجارة الإلكترونية وفرصها وتحدياتها، في الفصل الثالث، من الكتاب، بما في ذلك فرص عامة يمكن أن تقدمها التجارة الإلكترونية، وفوائدها على مستوى الشركات والمؤسسات والمستهلكين والمجتمع. إضافة الى ذلك، فقد شمل الكاتب موضوعات مكملة أخرى في هذا الفصل، مثل الأطراف المعنية بتطبيقات التجارة الإلكترونية. وماهية طبيعة تعاملات التجارة الإلكترونية؟ ومن هي الأطراف المتعاملة بالتجارة؟ وآثار التجارة الإلكترونية على قطاعات مختلفة، والآثار الاقتصادية للتجارة الإلكترونية على مستوى قطاع الأعمال والمستهلكين وعلى المستوى الوطني والقومي، ومشاكل عامة قد تواجه التجارة الإلكترونية، وكذلك تجاوزات قانونية قد تواجه التجارة الإلكترونية.
وهنالك موضوع التجارة الإلكترونية من خلال التسويق الإلكتروني، والذي كرس الفصل الرابع له، بما في ذلك التعريف بالتسويق الإلكتروني وبمميزاته. والفرص التي يؤمنها التسويق الإلكتروني، وخصائص ومهارات التسويق الإلكتروني. أما ما اصطلح عليه عناصر المزيج التسويقي، فكانت جزءاً مهماً من هذا الفصل. وعناصر هذا المزيج للسلع والخدمات وما تتضمنه تلك العناصر. وأثر التسويق الإلكتروني على المزيج التسويقي، بما في ذلك أثر التسويق الإلكتروني على المنتج، وأثره على التوزيع. ثم أنهى الكاتب هذا الفصل بموضوع معوقات قد تواجه التسويق الإلكتروني.
أما البنوك الإلكترونية، كتطبيق مهم من تطبيقات التجارة الإلكترونية فكان موقعها في الفصل الخامس، ابتداء من التعريف بالبنوك الإلكترونية، متطلباتها. وكذلك البنية التحتية التقنية. تقنيات أو تكنولوجيا المعلومات. كفاءة الأداء المتفقة مع عصر التكنولوجيا، ومزايا البنوك الالكترونية. ثم أنماط البنوك الإلكترونية وخدماتها. خدمات البنوك الإلكترونية، ونماذج من تطبيقات البنوك الإلكترونية في التجارة الإلكترونية. ثم وسائل أخرى مستخدمة في البنوك الإلكترونية، مثل بطاقة الائتمان والبطاقة الذكية، وكذلك استخدام النقود الإلكترونية والشيك الإلكتروني. وأنهى الكاتب هذا الفصل بموضوع مشاكل التعامل مع البنوك الإلكترونية وطرق الوقاية منها.
أما الفصل السادس فقد تم تكريسه لموضوعي الإعلانات الإلكترونية، والنشر الإلكتروني، وهما من تطبيقات التجارة الإلكترونية أيضاً. حيث تطرق الكاتب إلى التعريف بالإعلانات الإلكترونية وبأنواعها، وطريقة الإعلان عبر الانترنت، وأنواع الإعلانات الإلكترونية، والإعلانات إلكترونية الرائجة والأخرى المتميزة. الإعلانات الإلكترونية الرائجة للتجارة الإلكترونية. ومن ثم تحديد الموضوع بالإعلان الإلكتروني المطلوب والمتميز في التجارة الإلكترونية. فضلاً عن التحديات والمشاكل التي تواجه الإعلانات الإلكترونية. ثم تطرق الكاتب إلى موضوع الإعلانات التجارية الالكترونية من خلال الهواتف الجوالة. بما في ذلك موضوع الخصوصية والمشاكل القانونية للإعلان عبر الهاتف الخلوي. وأخيراً تطور سوق الإعلانات الالكترونية.
من جانب مكمل آخر فقد تطرق الكاتب، في ذات الفصل، إلى موضوع النشر الإلكتروني Electronic Publishing، وأسباب اللجوء إليه. ومن ثم الإتاحة الإلكترونية والنشر الإلكتروني. مكملاً الفصل بمبررات التحول نحو النشر الإلكتروني.
وهنالك موضوعا الحكومة الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني، اللذان كرس لهما الفصل السابع، ابتداء من التعريف بالحكومة الإلكترونية، وبأهدافها ومراحلها. وكذلك تطبيقات الحكومة الالكترونية. الإدارات الإلكترونية المطلوبة في الحكومة الإلكترونية. وموضوع الإدارات والمهارات المطلوبة لإنجاح الحكومة الالكترونية، وبعدها مشاكل وصعوبات قد تواجهها الحكومة الإلكترونية، وخارطة الطريق للتخطيط للحكومة الالكترونية. وأخيراً عدد من الاستفسارات المطلوبة للتخطيط، والإدارة، والتقييم، في الحكومة الإلكتروني.
أما التعليم الإلكتروني فقد تم التعريف يه وبخصائصه، في الجزء المكمل لهذا الفصل.. وكذلك مسميات التعليم الإلكتروني، وأنواعه، ومزاياه ومعوقاته، وطرق التغلب على معوقاته.
وكان الفصل الثامن من حصة السياحة الإلكترونية والحجوزات الإلكترونية. حيث تطرق الكاتب إلى السياحة الإلكترونية وتطورها. ومن ثم أسباب تطور السياحة الإلكترونية، وزيادة انتشارها، وأهميتها، ومتطلباتها، وتأثيرها الاقتصادي. وأخيراً متطلبات أساسية لتطبيق السياحة الالكترونية، وخاصة في الدول النامية. وهنالك الحجوزات الالكترونية والمزادات الالكترونية، إضافة الى التسوق الالكتروني
وخصص الفصل التاسع لتجربة امازون (Amazon) الشهيرة، كدراسة حالة في التجارة الإلكترونية. حيث اهتم الكاتب بالتعريف بأمازون (Amazon)، كشركة على الإنترنت، وبداياتها، ومنتجاتها، وكذلك العوامل التي أدت إلى نجاح تجربتها، في التجارة الإلكترونية. ونظرة على تطورات ومبادرات معاصرة لأمازون.
وفي ذات الموضوع تطرق الكاتب إلى موضوع اعتماد أمازون على التسويق عبر طائرات بدون طيار، وكذلك الشحن الاستباقي للبضائع، والدخول في أسواق الحواسيب اللوحية، ونشاطات وخطوط إنتاج أخرى.
وفي موضوع متواصل عرف الكاتب بالمواقع التابعة لأمازون في العالم، ومراكز عمليات التخليص والانجاز والتخزين، وأهم نشاطات وإنجازات أمازون المعاصرة فضلاً عن تجربة أمازون في إدارة سلسلة التوريد، ثم أمازون وأسواق المنطقة العربية.
أما الفصل العاشر والأخير من الكتاب فيتعلق بالتحديات والتجاوزات التي قد تواجه التعامل مع التجارة الإلكترونية وبيئتها الارتكازية، مثل القرصنة، والجرائم المالية، وإساءات استخدام. ثم أنواع التجاوزات عبر شبكات المعلومات. وبعدها أمثلة عن جرائم وتجاوزات عبر الإنترنت وشبكات المعلومات المحوسبة الأخرى، وأمثلة عن جرائم مالية.
وفي فصل التحديات والتجاوزات هذا هنالك موضوع الفيروسات، التي قد تخرب أو تعرقل تطبيقات التجارة الإلكترونية. وكذلك إعطاء فكرة عامة وسريعة عن الفيروسات، وأخطارها، وأنواعها. والوقاية منها.
ثم هنالك تحديات بسبب غياب البيئة التكنولوجية وانتشار الأمية التكنولوجية. ومعالجات مطلوبة لتأمين بيئة تكنولوجية جيدة. ومظاهر الأمية التكنولوجية،
أما في مجال الحماية والوقاية من مثل هذه التحديات والتجاوزات فقد تطرق الكاتب إلى موضوعات القوانين والتشريعات الخاصة بحماية نظم وشبكات التجارة الإلكترونية، وقوانين وتشريعات لمواجهة جرائم الشبكات. وهنالك التشفير Encryption لحماية الحواسيب والشبكات من الفيروسات. وكذلك ما يسمى بجدران نار (Fire Walls) للسيطرة على أمن المعلومات عبر الإنترنت والشبكات الحاسوبية الأخرى. وقد اشتمل الكتاب بكل فصوله العشرة على (31) مخططاً توضيحياً.