التعلم المدمج والتعلم المعكوس

» الدكتور عاطف ابوحميد الشرمان
عدد الصفحات: 272
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 2
لون الطباعة: اسود
القياس (سم): 17x24
الوزن (كغم): 0.55
الباركود: 9789957970369
السعر : 17.50 $

كما هو الحال في أي مشروع يهدف إلى تحسين العملية التعليمية، من الممكن للتعلم المدمج أن يطبق بشكل جيد أو يطبق بشكل رديء. فإذا ما تم تطبيقه بشكل جيد فمن الممكن أن يساهم هذا النمط من التعلم في تحسين مخرجات التعليم. ومن المبادئ الأساسية والمهمة في تطبيق نمط التعلم المدمج أنه نمط يعتمد على إعادة تصميم العملية التعلمية وليس مجرد استخدام للتكنولوجيا. وتبعا لذلك ينبغي الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي تطرأ على دور الطالب ودور المعلم والتغيرات التي ينبغي أن تطرأ على بيئة التعلم.

لربما يكون قارئ هذا الكتاب طالبا أو معلما أو ولي أمر وأيا كان فقد خبر المشاهد المتكررة في غالبية المنازل أن الأولاد (ذكورا وإناثا) منهمكون دائما في عالمهم الافتراضي. فهم يتصفحون الانترنت ويشاركون المعلومات ويساهمون في تكوينها. وهم يمتلكون مهارات متقدمة في التصفح والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة. وفي هذا الواقع الجديد، ترمى الكرة في ملعب المؤسسات التعليمية لتتعامل مع جيل جديد مختلف إلى حد كبير عن الأجيال التي سبقته. وعندها تجد تلك المؤسسات نفسها في حيرة، وفي كثير من الأحيان ارتباك، نتيجة للالتصاق بالماضي وضرورة التخطيط للمستقبل. فالنظم التعليمية أصبحت متجذرة بطقوسها وممارساتها وتفكيرها. وهذا نفسه يشكل جزءا من الإشكالية، فالجيل القائم على النظم التعليمية يختلف إلى حد كبير عن الجيل الذي يسعى إلى التخطيط له وتعليمه وإعداده للمستقبل.

إلا أن التطورات المتلاحقة في كافة المجالات لا تترك مجالا للمؤسسات التعليمية إلا أن تستجيب لكل ذلك. ومما يزيد الأمر تعقيدا أن التطورات في تسارع مستمر وخير دليل على ذلك التطورات التكنولوجية. فتكنولوجيا معينة حديثة تصبح قديمة خلال فترة قصيرة وتصبح من الماضي. فإن كان التركيز على التكنولوجيا نفسها من قبل المؤسسات والنظم التعليمية فلا بد وأن يشكل ذلك معضلة بالنسبة لها. فما تتبناه اليوم قد يصبح قديما غدا. ولذلك لا بد وأن يكون التركيز على القيمة التعليمية التربوية للتكنولوجيا وإمكانياتها في تحسين العملية التعليمية.

وقد يأتي التعلم المدمج بكثير من الإجابات على الأسئلة التي تتعلق بتبني التكنولوجيا الحديثة والإيمان بأن التعلم التقليدي له فائدة عظيمة قد لا يستطيع التعلم الإلكتروني أن يغطيها. ولذلك يوفر التعلم المدمج مخرجا لحالة التعصب إلى إي من النمطين. فأي تكنولوجيا من الممكن أن يتم استيعابها ضمن هذا النمط ولا يتم الاستغناء في الوقت ذاته عن التعلم التقليدي لما له من سمات وخصائص تثري العملية التعلمية وتحسن من مخرجاتها. 


الرجوع