مما لا يحتاج إلى جدل أو إثبات، أن موضوع الحكومة الإلكترونية، بكل أبعاده ومحتوياته قد أصبح ذا أهمية بالغة، لا للسياسيين فحسب، بل وللاقتصاديين أيضاً، وإلى علماء الاجتماع، والاختصاصيين في علوم وموضوعات حياتية معاصرة مختلفة. ومن هذه المنطلقات فقد حاول الكاتب تغطية كافة جوانب وزوايا هذا الموضوع الحساس، ابتداء من التعريف بمفهوم الحكومة الإلكترونية، وما هو المقصود بها، وما هي أهدافها، ومراحلها المختلفة. وكذلك موضوع التطور التاريخي لمفهوم الحكومة الإلكترونية. وكان ذلك في الفصل الأول من الكتاب. ومن جانب آخر فقد عالج الكتاب موضوعا مكملا آخر يتعلق بكيفية تحقيق مفهوم الحكومة الإلكترونية، وذلك من خلال استفسارات مطلوبة، تخص مجالات التخطيط، والإدارة، والتقييم، في الحكومة الإلكترونية. ومن ثم الأهداف الأساسية للحكومة الإلكترونية. وكذلك تطور فكرة الحكومة الإلكترونية، وخدمات الحكومة الإلكترونية. كما وعالج الكاتب موضوعات أخرى في هذا الفصل، مثل آثار الحكومة الإلكترونية ومعطياتها، بما في ذلك الآثار المترتبة على المواطنين، والآثار المترتبة على المؤسسات والمنظمات الحكومية، والآثار المترتبة على العاملين في الحكومة.
ومن جانب مكمل آخر فقد خصص الكاتب الفصل الثاني، لمستلزمات بناء الحكومة الإلكترونية وخطواتها ومحدداتها، بما في ذلك تأمين خارطة طريق تخطيطية للحكومة الإلكترونية، ومستلزمات بنائها، ومراحل وخطوات التحول نحو الحكومة الإلكترونية، وكذلك الإدارات والمهارات المطلوبة في الحكومة الإلكترونية، والاعتبارات الايجابية والأخرى السلبية في تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية. فضلا عن المحددات قد تواجه التحول نحو الحكومة الإلكترونية.
وهنا لابد لأي كاتب يعالج مثل هذا الموضوع بشمولية أن يتطرق إلى موضوع المرتكزات التقنية للحكومة الإلكترونية، بما في ذلك شبكة إنترنت وتطوراتها، كقاعدة إرتكازية مطلوبة لأية حكومة إلكترونية. فجاء الفصل الثالث ليسلط الضوء على موضوع شبكة إنترنت Internet وطبيعة استخداماتها، ومن ثم فوائدها، كبنية إرتكازية Infrastructure للمؤسسات، في إدارة أعمال الحكومة الإلكترونية. ومن ثم مستلزمات الارتباط والعمل مع شبكة إنترنت، والشبكة العنكبوتية العالمية والتسهيلات الفنية للارتباط. وكذلك فإنه لابد من التوقف هنا للإشارة إلى التطورات الجديدة نحو ما اصطلح على تسميته بشبكة (إنترنت 2). وبعد الإشارة إلى مثل هذه التطورات المهمة والمذهلة في شبكة إنترنت العالمية، أصبح لزاما على الكاتب الإشارة إلى قدرات وتطبيقات شبكية عبر إنترنـت.
أما الفصل الرابع فقد جاء تحت عنوان الإدارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، حيث أصبح البعض يخلط بين المصطلحين وينأى عن التمييز بينهما، مما دفع بالكاتب إلى التعريف بالإدارة الإلكترونية، وتحديد أهدافها، ومستلزمات التحول إلى الإدارة الإلكترونية، وكذلك الفوائد والمعطيات المتوقعة من الإدارة الإلكترونية، ومراحل التحول إليها، وعوامل النجاح والإخفاق فيها.
ومن ثم تأتي التجارة الإلكترونية، والبنوك الإلكترونية، ودورهما المهم والداعم للحكومة الإلكترونية. فقد تم تخصيص الفصل الخامس للتجارة الإلكترونية والتعريف بها وبمراحلها المختلفة المطلوبة، وإلى أركانها وأبعادها، وعناصرها الأساسية، وكذلك صفاتها وأساليب قياس حجمها، والفرص التي توفرها، والأطراف المعنية بتطبيقاتها. فضلاً عن الآثار المترتبة على تطبيقها.
أما بالنسبة للبنوك الإلكترونية ودورها الفاعل في الحكومة الإلكترونية، فقد خصص لها الفصل السادس والذي تناول التعريف بها وبأهميتها، والخدمات المتميزة التي تقدمها، وكذلك أنماطها وخدماتها، ونماذج من تطبيقاتها عبر الحكومات الإلكترونية. كما تم التطرق إلى بطاقة الإئتمان والبطاقة الذكية ووسائل أخرى، ودروها في التعامل مع المستفيدين، عبر الحكومات الإلكترونية. وكذلك التطبيقات والنشاطات الأخرى المساندة للحكومة الإلكترونية.
وفي الفصل السابع من الكتاب تطرق الكاتب إلى تطبيقات ونشاطات أخرى مساندة للحكومة الإلكترونية، كنشاط التوظيف الإلكتروني، ونشاط النشر الإلكتروني، ونشاط السياحة الإلكترونية، ونشاط الإعلانات الإلكترونية، والحجوزات الإلكترونية.
ومن الطبيعي أن تحتاج الحكومات الإلكترونية المعاصرة إلى تغيير في التعامل مع الوثائق الورقية التقليدية المحفوظة في الأرشيف، فأصبح التحول نحو الأرشيف الإلكتروني من ضرورات الحكومة الإلكترونية. وهكذا تمت معالجة هذا الموضوع في الفصل الثامن من الكتاب. فهنالك التعريف بالأرشيف الإلكتروني، وبأهدافه، ووظائفه. وكذلك ميزات التحول نحوه في الحكومة الالكترونية. ومن ثم خطوات بناء الأرشيف الالكتروني، وخصائصه وفوائده.
وجاءت تجارب التجارة الإلكترونية، وعلى المستويين العربي والعالمي في الفصل التاسع من الكتاب. حيث تم التركيز على تجارب محددة، في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة الأردنية الهاشمية، إضافة إلى استعراض سريع لعدد آخر من التجارب في دول عربية أخرى. وكذلك معوقات تجارب الحكومة الإلكترونية في الدول العربية. إضافة إلى ذلك فإن هنالك استعراضا آخر سريعا لبعض من تجارب الحكومة الإلكترونية العالمية الرائدة، مثل تجربة الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وتجارب أخرى.
أما الفصل العاشر والأخير فقد تم تكريسه إلى المشاكل والتحديات التي قد نواجه الحكومة الإلكترونية، وطرق التعامل معها ومعالجاتها. مع التطرق إلى مشاكل القرصنة والجرائم المالية وإساءات الاستخدام التي قد تهدد إجراءات الحكومة الإلكترونية، وكذلك الفيروسات التي قد تخرب أو تعرقل إجراءات الحكومة الإلكترونية. ومن ثم التحديات التي تواجهها الحكومة الإلكترونية بسبب ضعف البيئة والمهارة التكنولوجية. بعد ذلك تطرق الكاتب إلى التشريعات والقوانين وأسلوب التشفير بغرض حماية نظم المعلومات والشبكات الخاصة بالحكومة الإلكترونية. وأخيراً السيطرة المطلوبة على أمن المعلومات عبر شبكة إنترنت والشبكات الأخرى.