ان هذا الكتاب الذي وُسِمَ بـ «فقه اللغة العربية – المفاهيم والأسس والامتدادات- للطالب الجامعي»، الذي يهدف إلى إقدار الطالب الجامعي على الإحاطة بموضوع لغوي رئيس من موضوعات لغتنا العربية، ألا وهو فقه اللغة. وأن يقف على فهم دقيق لهذا المصطلح عند القدماء والمحدثين، وما هي الموضوعات التي يتناولها.

أما موضوعات الكتاب فكانت موضوعات متكاملة، عالجت فيها موضوعات كثيرة. فقد بدأتها بالحديث عن نشأة اللغة وأشهر النظريات في ذلك. ثم تحدثت عن اللغة من حيث: اشتقاقها، وتعريفاتها، وأهميتها، وخصائصها، ووظائفها. ثم الحديث الموسّع عن فقه اللغة وموضوعاته، ولم يخلُ الحديث هنا أيضاً عن علم اللغة وموضوعاته؛ لنصل إلى أهمية فقه اللغة وقيمته في الدراسات اللغوية. ثم أتبعت ذلك بحديث عن أشهر كتب فقه اللغة عند القدماء من حيث: التعريف بصاحبها وموضوعاتها ونصوص منها. وكذلك الحديث عن أشهر كتب فقه اللغة عند المحدثين؛ ليقف الطالب الجامعي على فكر وفلسفة تلك الكتب وآراء أصحابها في فقه اللغة، علماً بأنّها من أوائل الكتب التي كتبت في فقه اللغة.

ولم أنسَ الحديث عن فصائل اللغات واللهجات وموقف اللغويين والنحويين منها، لنصل إلى العربية وخصائصها ومواكبتها للتطور: ظاهرة الإعراب، والاشتقاق، والنحت، والترادف، والمشترك اللفظي، والتضاد، والمعرّب والدخيل.

ثم جاء الحديث عن ظاهرة الكتابة العربية، والدعوات التي قامت هنا وهناك لاصطناع العاميّة، ونبذ الفصحى في الخط والكتابة والحديث.

جاءت الموضوعات في الكتاب بطريقة سهلة ميسورة؛ لتكون عونـاً للطالب الجامعي على تعرّف قضايا لغته دون تشعّب واستطراد مملّ أو إيجاز مخلّ.

ليس الكتاب جمعاً لمادة فحسب، ولكنّه مزج بين القديم والحديث مزجاً واعياً بين الموضوعات، وأزعم أنّه استوعب موضوعات فقه اللغة كلّها أو جلّها، ممّا يؤهل الطالب الجامعي ممن يطلّع عليه ويتعرف قضاياه خلال فصل دراسي واحد.