لايوجد سلع في سلة المشتريات
0 السلع | $0.00 |
ان على علم اجتماع التنمية أن ينطلق من قضية أساسية هي أن التخلف يمثل نتاجاً لعمليات عالمية – تاريخية مستمرة. ونستطيع من داخل إطار هذا الفهم أن نشرع في تحليل وتوضيح الجوانب الأساسية للظواهر أو العناصر المحددة للتخلف والتي تسعى إلى استمراره. وأعتقد أن النزعة البنائية التي تبناها فرانك (والتي أشرنا إليها في مواضع عديدة سابقة) تتطلب النزعة الفينومينولوجية التخصيصية التي تبناها فرانتز فانون. ذلك أن العالم الاجتماعي ليس مؤلفاً فقط من بناءات وقوى اقتصادية وسياسية، ولكنه يتضمن أيضا أفراداً عليهم أن يواجهو مشكلات العيش المشترك. بعبارة أخرى يجب ربط التحليل البنائي بإطار تأخذ المعاني مكانها فيه. ولا يمكن أن يتم ذلك دون تأكيد الطابع الشمولي للإنسانية، في نفس الوقت الذي نؤكد فيه الخصوصية التاريخية والثقافية للبناء الاجتماعي أو الظاهرة التي نتناولها بالدراسة.
ونستطيع الاستشهاد على ذلك بما فعله فانون. فعند مناقشته للاستعمار، نجده لا يتناوله فقط بوصفه حقيقة بنائية، بل يتناول أيضاً الحقيقة الفينومينولوجية التي تتبدى بوضوح في قوله:"إن الرجل الأبيض هو الذي خلق الرجل الأسود؛ بيد أن الأخير هو الذي خلق زنجيته".
والمؤكد أن فانون قد استطاع ببراعة تجنب الاستخدام الدوجماطيقي لمقولات التفكير التي لم تعد تلائم الواقع الدولي المعاصر. فلقد ذهب –معارضاً الماركسية المتزمتة –إلى أن سكان الأحياء الحضرية المتخلفة في الدول النامية يشكلون قوة ثورية محتملة. ولقد أمل فانون أن يتمكن العمال الصناعيون الغربيون من التضامن مع جماهير العالم الثالث. وبرغم ما ينطوي عليه تحليل فانون من قوة وبعد نظر، إلا أن كثيراً من تعميماته تكاد تنطبق على مجتمعات بعينها دون أخرى، أي أنها تنطبق على المجتمعات التي تشهد استعماراً استيطانياً أكثر مما تنطبق على المجتمعات التي تخضع لاستعمار حديث. ويوجد هذا الميل إلى التعميم لدى بعض الكتاب الماركسيين المحدثين المعنيين بدول العالم الثالث.
وعلى علم اجتماع التنمية أخيراً أن يطور إطاراً عاماً يضم في داخله أنماطاً محددة من الظواهر مثل الوسائل الممكنة المختلفة لتحقيق التنمية الاقتصادية والتغير الثقافي، وتصنيف أنساق المعتقدات المختلفة…إلخ. ويجب أن يظل هذا الإطار مفتوحاً لسبب بسيط هو أنه ليس ثمة مجتمع معاصر مقفلا أو مستقلا بذاته. وعلى هذا الإطار أن يكون متسقاً مع إدراكنا بأن الإنسان قد أصبح يميل إلى امتلاك المعرفة الضرورية والمهارات التكنولوجية التي تضمن له بناء مجتمع إنساني رشيد؛ مجتمع متحرر من الحاجة والاستغلال والاغتراب.
وتحدث الكتاب في عدة محاور وهي كما يلي :
الباب الأول:قضية التخلف والنمو
الباب الثاني:التنمية كعملية تغير ثقافي موجه
الباب الثالث:اتجاهات علم الاجتماع في فهم مشكلات الدول النامية
الباب الأول : قضية التخلف والنمو
1. البلاد النامية في العالم المعاصر
أولاً: ما هي البلاد النامية
ثانياً: أنماط المناطق النامية
ثالثاً: أعراض التخلف
رابعاً: الأسباب الأولية للتخلف
خامساً: أهمية الإطار الثقافي الاجتماعي
سادساً: الأبعاد الثلاثة لمشكلة التنمية
2. رسالة علم اجتماع التنمية
القضايا الأساسية لعلم اجتماع التنمية
علم اجتماع التنمية علم حديث
الباب الثاني : التنمية كعملية تغير ثقافي موجه
3. التغير الثقافي
أولاً : الثقافة
ثانياً: التغير الثقافي
ثالثاً: التثقف (الاتصال الثقافي)
رابعاً: النمو
4. الدينامية الاجتماعية
أولاً: مقدمة أساسية
ثانياً: الموقف الاستاتيكي في الحياة
ثالثاً: الموقف الدينامي في الحياة
5. التنمية
أولاً: حول مفهوم التنمية
ثانياً: عملية التنمية (التعبئة)
ثالثاً: سياسة التنمية (الدفع المنظم لعملية التنمية)
رابعاً: مستوى التنمية
خامساً: الأبنية الأساسية الاقتصادية والاجتماعية
سادساً: إمكانية التنمية والاستعداد للتنمية
6. العلاقة بين التغير الثقافي والمجتمع والتنمية
أولاً: المشكلات البنائية الاجتماعية في عملية التنمية
ثانياً: التغير الثقافي المتناغم والمختل
ثالثاً: النظام الاجتماعي الفعال وغير الفعال
رابعاً: النظام الاجتماعي الثابت والنظام الاجتماعي المرن
خامساً: التوجيه الملائم للتغير الثقافي باعتباره الواجب الأول لسياسة التنمية
الباب الثالث : اتجاهات علم الاجتماع في فهم مشكلات الدول النامية
مقدمة
7. التنمية (التحديث) بين كارل ماركس وماكس فيبر
كارل ماركس
ماكس فيبر
8. اتجاه النماذج أو المؤشرات
9. الاتجاه التطوري المحدث
10.الاتجاه الانتشاري
11.الاتجاه السيكولوجي أو السلوكي
12.اتجاه المكانة الدولية
13.الاتجاه الماركسي الجديد
الباب الرابع : فصل ختامي
14. المفاهيم والمصطلحات الأساسية في دراسة التنمية
المملكة الأردنية الهاشمية
عمان - العبدلي - شارع الملك حسين - عمارة رقم 185
هاتف: +962(6) 5627049 فاكس: +962(6) 5627059
ص.ب 7218 عمان 1118 الأردن
جميع الحقوق محفوظة لدار المسيرة للنشر والتوزيع © 2024