لايوجد سلع في سلة المشتريات
0 السلع | $0.00 |
قبل أن نتحدث عن العوامل التي أدت إلى نشأة الفلسفة الإسلامية كان لابد أولاً أن نجيب على تساؤل مهم وهو هل هي فلسفة إسلامية أم فلسفة عربية؟
جدير بنا أن نشير إلى أنه حدث جدل حول تسمية هذه الفلسفة التي تركها لنا المسلمون هل تسمى فلسفة عربية أم فلسفة إسلامية، وعلى الرغم من أن هذه المشكلة لم يكن لها وجود قبل القرن التاسع عشر ولم يخطر على بال أصحابها وقد يرجع ذلك إلى أنهم ليسوا في حاجة إلى تحقيق ذواتهم، فلم تكن المشكلة الهوية وجود وقتئذ إذ أنهم سادة العالم فكل ما يهمهم هو مصطلح الفلسفة فحسب، لهذا ظهرت المشكلة في مرحلة انهيار الخلافة الإسلامية والبحث عن الذات الضائعة بعد أن أصبحت هذه المنطقة من العالم إما أن تسمى منطقة عربية أو شرق أوسطية فآثروا أن تسمى عربية، أضف إلى ذلك أن أول من قال إنها فلسفة عربية الشوام ويرجع ذلك لأسباب سياسية تتمثل في الخروج على الدولة العثمانية باعتبارها ممثلة للخلافة الإسلامية، هكذا بدأ الخلاف حول ما إذا كانت إسلامية أم عربية، وانقسمت الآراء بين مؤيد لتسميتها فلسفة عربية ومعارض لهذه التسمية ولكل منهم حجته وأسبابه التي من خلالها أدلى برأيه.
فمن قال بأنها عربية يرى أن هذه التسمية سوف تجنبنا أي فهم خاطئ لفلسفتنا ويباعد بيننا وبين التفسيرات والتأويلات الفاسدة، ذلك لأن تقييم أفكار الفيلسوف سيكون من منظور ديني إذا أطلقنا عليها فلسفة إسلامية، كذلك يبرز أصحاب هذا الرأي قولهم بعدة نقاط منها:
1.إن الإسلام الذي أثر في تكوين هذه الفلسفة دين عربي، وقرآنه عربي ورسوله عربي، وروحه عربية.
2.إن تسميتها بالفلسفة الإسلامية يضطرك إلى أن تدخل فيها جميع ما كتبه الفلاسفة المسلمون في لغاتهم المختلفة كالفارسية والهندية والتركية وغيرها.
3.ليست هذه الفلسفة ثمرة أفكار المسلمين وحدهم لأن هناك نفراً من النساطرة واليعاقبة واليهود والصائبة ساهموا في تكوين هذه الفلسفة.
4.إن هذه الفلسفة مكتوبة بلغة عربية.
أما أصحاب الرأي الآخر الذين ذهبوا إلى تسميتها إسلامية فمنهم على سبيل المثال الشيخ مصطفى عبد الرازق، والأهواني، وإبراهيم مدكور، وأبو الوفا التفتازاني، وأحمد صبحي وآخرون إذ قالوا إنها فلسفة إسلامية لاعتبار واحد ومهم وهو أن الإسلام ليس دينا فقط بل هو دين وحضارة وهذه الدراسات (الفلسفة) على تعدد مصادرها وتباين المشتغلين بها قد تأثرت ولا شك بالحضارة الإسلامية، وارتبطت بها فنحن لا نقول أنها عربية بمعنى أنها مدينة للجنس العربي وحده فهذا لا نقبله بحال والواقع نفسه يبين أن الإسلام ضم تحت رايته شعوباً شتى وأجناساً متعددة ساهمت في حركته الفكرية.
أضف إلى ذلك أننا لو قلنا إنها عربية لأنها كتبت باللغة العربية معنى هذا أننا سنخرج كتابات عظيمة كتبها الفلاسفة المسلمون أمثال ابن سينا، بلغة غير عربية، فهي إسلامية لأنهم عاشوا (حتى ولو كانوا غير مسلمين) في ظل الحضارة الإسلامية التي ضمت تحت رايتها شعوباً شتى وأجناساً متعددة، إلى جانب هذا نجد أن المؤرخين القدامى أطلقوا عليها فلسفة إسلامية وعلى فلاسفتها فلاسفة الإسلام أو حكماء الإسلام هذا ما جرى عليه الشهرستاني والقفطي والبيهقي وغيرهم، فهذه الفلسفة وضع لها أهلها أسماً اصطلحوا عليه، فلا يصح العدول عنه.
والجدير بالذكر أننا نجد الأب قنواتي قد قام بعمل استفتاء وجهه للمشتغلين بهذه الفلسفة في شتى أرجاء العالم، وجمع الردود فتبين منها الاختلاف الشديد على التسمية وإن كان القول بأنها إسلامية أغلب، ويرى الأهواني أن أئمة الفلاسفة لم يكونوا عرباً بل تركا كالفارابي، أو فرساً كابن سينا، وأن بعض الفلاسفة ألفوا بالفارسية ومع ذلك يكون فكرهم جزءاً من هذه الفلسفة فلنسمها إذن الفلسفة الإسلامية، كذلك لو نظرنا إلى فروع هذه الفلسفة لتبين لنا أنها إسلامية.
لكن بقيت كلمة أخيرة نقولها في هذا السجال أنه سواء سميت هذه الفلسفة فلسفة عربية، أم فلسفة إسلامية، فإن هناك أمراً واحداً لا ريب فيه، وهو أن هذه الفلسفة كتبت باللغة العربية، ونشأت في بيئة الإسلام وترعرعت في جوه فهي إذن فلسفة عربية مطبوعة بطابع إسلامي أو فلسفة إسلامية مكتوبة باللغة العربية، لكن على أية حال لا يجب أن يكون هذا محور خلاف وجدال بيننا نحن العرب أو المسلمين، بل يجب أن يكون هناك ما هو أهم يمكن أن يُبحث في هذه الفلسفة، وكما ذكرنا في البداية كانت هذه مسألة خلافية لأسباب تاريخية ومن العبث أن تثير هذه التسمية أو تلك خلافاً، وخصومةلأنها مظهر من مظاهر شعوبية قديمة بليت بها زمناً حياة المسلمين السياسية وبرئت منها ما أمكن حياتهم العلمية، فالإسلام يمقت الشعوبية على اختلاف مظاهرها.
1. الكندي
تمهيد
فلاسفة الإسلام
الكندي
2. الفارابي
الفارابي: حياته ومؤلفاته
الفكر السياسي عند الفارابي
اليوتوبيا الفارابية
كيف يكون صلاح الدولة أو المدينة؟
الحكمة أساس الحكم الفاضل
مضادات المدينة الفاضلة
مصير نفوس أهل المدن
تعقيب
3. ابن سينا
حياته
وجود الله عند ابن سينا
الأول: العلم الإلهي عند ابن سينا
الثاني: موقف الغزالي وابن رشد من العلم الإلهي عند ابن سينا
قدم العالم أو حدوثه عند إبن سينا
الخاتمة
4. مسكويه
مؤلفاته
طبيعة الاخلاق عند مسكويه
موقفه من المتصوفة
السعادة عند مسكويه
5. ابن باجه: النفس
تمهيد
حياته
مؤلفاته
فلسفته
ما هي السعادة؟ هل السعادة هي اللذة؟
كيف يتم اجتياز مراتب المعرفة المختلفة؟
6. ابن طفيل
موقفه من الفلاسفة
7. ابن رشد
حياته
أسباب النكبة
مؤلفاته
شرح ابن رشد على أرسطو
موقف ابن رشد من السابقين
موقفه من ابن سينا
موقفه من الغزالي
الإنسان عند ابن رشد
المراجع
المملكة الأردنية الهاشمية
عمان - العبدلي - شارع الملك حسين - عمارة رقم 185
هاتف: +962(6) 5627049 فاكس: +962(6) 5627059
ص.ب 7218 عمان 1118 الأردن
جميع الحقوق محفوظة لدار المسيرة للنشر والتوزيع © 2024