يحمل الكتاب اسم «طرائق تدريس الدراسات الاجتماعية»، وفيه تناولت الطرائق الخاصة التي تعني بالدراسات الاجتماعية والتي تسمى بالأساليب. وقصدت بالتدريس تطبيق التعليم في المواقف الصفية، وهو الجانب التطبيقي من التعليم، وهو مصطلح أقل شمولاً من التعليم.

ولأغراض فهم عنوان الكتاب يقصد بالطريقة في التدريس مجموعة الأنشطة والإجراءات المنظمة التي يقوم بها المعلم والطلبة من أجل فهم المادة الدراسية، وتحقيق الأهداف التربوية من خلالها، وتمثل الخطة التي يصنعها المعلم لنفسه قبل أن يصل إلى غرفة الصف ويعمل على تنفيذها بعد ذلك في تلك الغرفة.

يمتاز هذا الكتاب عن العديد من كتب الدراسات الاجتماعية وطرائق تدريسها المتوفرة في المكتبة العربية من وجوه عدة أهمها:

أولاً: يحوي تعريفاً بكافة ميادين الدراسات الاجتماعية المعروفة حالياً في الشرق والغرب، وبخاصة تلك الميادين التي أدخلت حديثاً وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الدراسات الاجتماعية مثل التربية العالمية، والتربية الديمقراطية، والتربية العلاجية، والتربية العائلية، والتربية المرورية، والتربية البيئية، وغيرها.

ثانياً: يفرد الكتاب مساحة واسعة للإطار النظري الذي يقف خلف طرائق التدريس حتى يقتنع المعلم بجدوى هذه الطرائق، ويؤمن بها، ويمارسها بإتقان. ولقد حرصت على أن يخرج الطالب بعد دراسة هذا الكتاب بإطار فكري عام، أو فلسفة تربوية متماسكة لطرائق تدريس الدراسات الاجتماعية، لإيماني بأن المعلم بحاجة قبل أن يبدأ عمله إلى إطار فكري أو فلسفة تربوية تكون له عوناً في الميدان.

ثالثاً: يعرض الكتاب موضوعاته بشكل متكامل من حيث التعريف بميادين الدراسات الاجتماعية، ومضامين مناهجها، والمصادر التي يستفاد منها في عملية التدريس، وطرائق التدريس المختلفة، وأساليب التقويم، وكفايات المعلم، وأخلاقياته.

رابعاً: يتضمن الكتاب معلومات ومعارف علمية وفيرة، يستطيع المعلّم إكسابها للطلبة من خلال استخدامه إحدى طرائق التدريس التي يراها مناسبة.

خامساً: يعرض الكتاب صوراً ذات دلالة بموضوعات الدراسات الاجتماعية، والتي يستطيع المعلم استخدامها مقدمة أو تمهيداً للدروس، أو استخدامها على أنها مؤشرات لأحداث جارية وقضايا معاصرة.

سادساً: يتناول الكتاب بشيء من الإسهاب موضوع الحاسب الآلي وتطبيقاته، وكذلك شبكة الإنترنت التي ولدت من رحم هذه التقنية فأحدثت طوفاناً معلوماتياً سهل المنال.

سابعاً: يتضمن الكتاب سرداً بالمصطلحات العربية ومعانيها بالإنجليزية لمن يرغب من المعلمين والطلبة في استخدام الشبكة البينية (الإنترنت) للحصول على مقالات ودراسات مكتوبة باللغتين العربية والانجليزية.

اشتمل الكتاب على اثني عشر باباً، حيث تناولت في الباب الاول طبيعة الدراسات الاجتماعية، وتناولت في الباب الثاني فلسفة تدريس الدراسات الاجتماعية، وفي الباب الثالث عرّفت القارئ بأهداف تدريس الدراسات الاجتماعية. وفي الباب الرابع تناولت ميادين الدراسات الاجتماعية، وهي: التاريخ، والجغرافيا، والتربية الوطنية، والفلسفة، وعلم المنطق، وعلم النفس، والأنثروبولوجيا، وغيرها من الميادين. وفي الباب الخامس تعرضت للاتجاهات الحديثة في الدراسات الاجتماعية، وهي: التربية العالمية، والتربية الديمقراطية، والتربية البيئية، والتربية الصحية وغيرها من الاتجاهات. وفي الباب السادس تناولت عمليات الربط بين الدراسات الاجتماعية كالربط العرضي، والربط المنظم، والإدماج، والتكامل. وفي الباب السابع عرفت القارئ باستراتيجيات تدريس الدراسات الاجتماعية، وركزت على موضوعات الإعداد للدروس، ومستويات التخطيط السنوية والفصلية واليومية. وفي الباب الثامن أوضحت المصادر التي يمكن استخدامها في تدريس الدراسات الاجتماعية، وبينت كيفية توظيفها، وبخاصة تلك التي يمكن أن يفيد منها المعلم أثناء تنفيذ المواقف الصفية مثل: القراءات الخارجية، والبيئة المحلية، والأحداث الجارية والقضايا المعاصرة. أما الباب التاسع فقد تناولت فيه الطرائق الخاصة في تدريس الدراسات الاجتماعية، مثل: المحاضرة ، والعصف الذهني، والقصة، وحل المشكلات، والحقيبة التعليمية، والتعلم التعاوني، والحاسوب والخرائط، والكرات الأرضية. وفي الباب العاشر تناولت محتوى منهج الدراسات الاجتماعية كالحقائق، والمفاهيم، والمهارات، والقيم، والاتجاهات، وبينت أساليب تدريسها. وفي المقابل عرفت القارئ في الباب الحادي عشر بكيفية بناء الاختبارات، وانتهى الكتاب بالباب الثاني عشر، حيث تناولت فيه معلّم الدراسات الاجتماعية وكفاياته، وواجباته، وأخلاقياته التي يجب أن يتحلى بها.