"اللغة نظام من الرموز والقواعد يسمح لنا بالتواصل". هذه محاولة أولية لتعريف اللغة، قد تتعرض للتعديل عبر صفحات الكتاب. ولكي تتضح معطيات هذا التعريف يحسن أن ننظر إلى مكوناته. فالرموز هي أشياء تدل على أشياء أخرى فكلمة ورق تدل على هذا الشيء الذي هو أمامك. والقواعد هي الشروط التي تنظم رصف الكلمات جنب بعضها الآخر. فيتغير معنى الجملة عندما نغير موقع الكلمات فيها. واللغة نظام بمعنى تبادل التأثير بين عناصرها في الكل وتأثير الكل على العناصر المكونة. ويقصد بالتواصل: قيام الفرد بإرسال إشارة إلى فرد آخر أو أفراد آخرين من نفس الصنف بحيث يقدم الآخرون استجابات تخدم أغراض صاحب الإشارة أو تخدم مصلحة الصنف.

علم النفس هو دراسة السلوك بطريقة علمية أو العلم  الذي يدرس العمليات العقلية. والسلوك هو كل فعالية يقوم بها الإنسان بما في ذلك اللغة طبعاً. وإذا أخذنا بالتعريف الثاني فالعمليات العقلية تضم كثيراً من الفعاليات التي تؤثر في اللغة أو  تتأثر بها كالذاكرة والتفكير والإدراك والأحاسيس والتعلم وجميع هذه الفعاليات تؤثر في اللغة وتتأثر بها.

وغالباً ما نأخذ اللغة كأمر مفروغ منه لسهولة  استعمالها وسهولة تعلمها في الصغر. ولا ندرك صعوبة اللغة وتعقيدها وأهميتها في حياتنا اليومية إلا عندما نشاهد شخصاً يعاني من إعاقة تعرقل جهوده اللغوية مثل الإصابة بمرض الزهايمر أو  عندما  نسافر إلى بلد آخر نجهل استعمال اللغة فيه.

ولا نجد ضرورة في شرح أهمية اللغة في حياتنا اليومية، وبدلاً من ذلك سنطلب منك أن تراجع في ذهنك الأنشطة التي تمارسها أو سبق أن مارستها في حياتك اليومية، وأن تحذف كل فعالية تعتمد على اللغة، كالتربية والتراث والإعلام... الخ فسوف تجد أنه لم يبق الكثير.

تتألف اللغة من عدد من الأنظمة المترابطة هي:

1. النظام الصوتي ويتألف من  أصوات  اللغة وترابطها مع بعضها الآخر وتأثير كل منها في البيئة اللفظية وتأثير البيئة اللفظية في كل صوت من أصوات اللغة.

2. النظام الصرفي ويضم المفردات اللغوية وكيفية تحويل تلك المفردات إلى صيغ مختلفة كالإفراد والجمع والتأنيث والتذكير....

3. النظام النحوي ويضم كيفية ترتيب الكلمات واحدة بعد أخرى.

4. نظام المعاني ويشمل كيفية إسباغ المعاني على الكلمات والعبارات والجمل.

ويعد موضوع علم نفس اللغة من أسرع الميادين نمواً في علم النفس. فلو عاد القارئ الكريم إلى شبكة الإنترنت لمراجعة أي موضوع من مواضيعه، لِنَقُل الذاكرة الدلالية لوجد أكثر من ربع مليون دراسة وبحث وتجربة ومقال.