شهد القرن الماضي الكثير من الاختراعات والاكتشافات العلمية التي غيرت في كثير من مناحي الحياة ومجالاتها، وتعد ثورة التكنولوجيا الرقمية من أهمها، وأسهم اختراع الحاسوب وما يقوم به من تطبيقات واسعة ومتعددة في ظهور النهضة الكبرى التي أثرت بطابعها الرقمي على الاكتشافات والدراسات في العالم كله، وعمل الحاسوب على تيسير أداء المؤسسات لأعمالها في ظل عالم متسارع النمو، ومتجدد التطور والتطوير.

فأصبح لابد لكل صاحب مهنة من أن يقيم مهنته ويقومها بما تتطلبه هذه التوجهات في هذه الحياة المتسارعة، وسعت الدول بمختلف منظماتها للوصول إلى أهدافها وغاياتها المرسومة بكفاءة وفعالية، وساعد الحاسوب في رفع كفاءة الأداء العام والإنتاجية للأفراد والمؤسسات، وفي شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة.

وظهر الحاسوب في التعليم في المؤسسات التربوية الكبرى وتحديداً في الجامعات الأمريكية، واقتصر استخدامه في ذالك الوقت على أداء بعض الشؤون الإدارية والمالية، ثم استخدم في بعض المشروعات البحثية، وبعدها تم إدخاله إلى بعض المواد الدراسية، ويرى معظم التربويين أن للحاسوب تأثير كبير على النظم التربوية في العالم أجمع، وأجمع المهتمون بالعلوم التربوية فيما بعد على أن إدخال الحاسوب إلى التعليم تم عن طريق مجالات استخدامه بوصفه مادة تعليمية، ووسيلة تعليمية.

من هنا جاءت فكرة هذا الكتاب "الحاسوب في الإدارة المدرسية" إذ أن هذا الجهاز قد خفف من المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق المدرسة والقائمين على إدارتها وبيئتها التعليمية من جميع النواحي بلا استثناء، ويظهر أثر ذلك جلياً فيما يقدمه الحاسوب من خدمات ينوء الإداريون الأكفاء عن تحملها دون عون أو مساعدة من جهاز الحاسوب وبرمجياته، إذ أن هناك عدد كبير من الأعمال والمهام الإدارية والمالية والفنية المتنوعة، والتي يمكن للحاسوب القيام بها بيسر وسهولة.

وقد تناول هذا الكتاب أربعة فصول على النحو الآتي:

الفصل الأول: الإدارة المدرسية: تناول مفهوم الإدارة التربوية، والتعليمية، والمدرسية، والفرق والعلاقة بينها، وأهمية الإدارة المدرسية، ووظيفتها، وأهدافها، وخصائصها وغيرها من المواضيع ذات العلاقة.

الفصل الثاني: الحاسوب في التعليم وتناول لمحة تاريخية عن الحاسوب، شملت: تعريفه، وأجياله، ومكوناته، وخصائصه وأهميته، والتطور الزمني لاستخدامه في التعليم، وأسباب استخدامه في التدريس، والبرامج الحاسوبية المستخدمة عالمياً في التدريس، ومجالات استخدامه في التدريس وتجارب بعض الدول في هذا المجال.

الفصل الثالث: الحاسوب في الإدارة المدرسية، وتطرق إلى استخدامات الحاسوب في الإدارة وشؤون الموظفين، وفي شؤون الطلبة، وفي الأعمال الإدارية والمكتبية.

الفصل الرابع: تناول تطبيقات لاستخدامات الحاسوب في الإدارة المدرسية.