إن الاهتمام بالطفل أصبح من المظاهر الحضارية المتقدمة التي تميز المجتمعات المتحضرة المعاصرة، وإن التركيز على خصائص الطفل الشخصية وموجوداته يمثل إحدى نقاط الاهتمام لدى علماء النفس والتربية.

ومن أجل اللحاق بركب الأمم المتطورة، سعينا من أجل نماثلهم في الاهتمام بالطفل العربي، وإعطائه القيمة التي يستحقها، لأن العناية بالطفل وتربيته هي التي ترفع من شأن المجتمع أو تجره إلى الوراء. وهكذا فقد عنيت بدراسة الطفل وخصائصه.

إن دراسة الطفل وتفكيره وذكائه تعود بالفائدة أولاً على مجتمع الطفل، اذ تزوده بطفل مثقف واع خال من النزاعات والصراعات، ومتوافق مع نفسه ومتسق به من حيث الرغبات والدوافع، والنشاطات التي يمارسها، والطموح الذي يسعى إلى تحقيقه.

لذلك جاء اهتمام هذا الكتاب بالتفكير والذكاء، وقد جاء هذا الكتاب مواكباً للعصر والتقدم الذي لحق بالدراسات النفسية والتربوية، ويسمى هذا العصر بعصر التفكير والذكاء، ولذلك اهتم الكتاب الحالي بدراسة التفكير واتجاهاته وتنظيمه للطفل، والذكاء الذي يمثل أحد المكونات الأساسية للطفل.

إن الاهتمام بتفكير الطفل وذكائه يعمل على استثمار هذه الطاقات العقلية، وتنميتها لتظهر على صورة أداءات عملية تظهر في المناسبات المختلفة، وبذلك يتم فهم الطفل، وخصائصه والتخطيط المناسب لشحذ قدراته، والوصول به إلى المعاصرة والتقدم.