لقد أصبح الانفجار المعرفي من المسلمات الحقيقية التي يعيشها الإنسان في كل بقاع الدنيا، حيث تزداد المعرفة بشكل هائل كماً وكيفا، وما يبدو من تطورات تقنية ثورية في يومنا هذا تصبح عن قريب بحاجة إلى تحديث. وبعد أن أصبح اكتساب الطالب/المعلم بشكل عام والطالب/المعلم في التربية الخاصة بشكل خاص في العشرين عاماً الأولى من حياته كل ما يحتاجه لكي يكون معلماً أمراً مستحيلاً، وأصبحت تربية المعلم عملية مستمرة ومتكاملة. لذلك يعتبر موضوع هذا الكتاب قضايا وتوجهات حديثة في التربية الخاصة، من الموضوعات الهامة في ميدان التربية الخاصة وذلك لعدد من المبررات أهمها:

- هناك العديد من القضايا والتوجهات الحديثة في التربية الخاصة لم يتمكن الطالب/المعلم قبل الخدمة من الاطلاع عليها وذلك لحداثتها أو لافتقار الخطط الدراسية للمراحل المختلفة لتغطيتها ودراستها.

- تجويد نوعية التعليم واستيعاب الاتجاهات الحديثة فيه.

- الالتزام بمبدأ التربية المستديمة، وظهوره كاستجابة لحقيقة التغير الذي يفرض على المعلمين والمهتمين أن يكونوا روَاداً فيه.

- تعدد القضايا والتوجهات الحديثة في التربية الخاصة في الوقت الحاضر، وتباين وجهات النظر حول كل منها بين مؤيد ومعارض.

وتحديداً فقد جاءت فصول هذا الكتاب على النحو التالي:

الفصل الأول: يتناول المفاهيم الأساسية في التربية الخاصة من حيث تعريفها وفئاتها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والأسس التي تقوم عليها والإستراتيجيات التي تستند عليها، هذا بالإضافة إلى حجم المشكلة والبدائل التربوية التي تقدمها كما تم الإشارة إلى أنواع التدخل التربوي في مجال التربية الخاصة، وأخيراً تم التحدث عن أهم القضايا والتوجهات الحديثة التي ظهرت نتيجة تطور المعرفة في ميدان التربية الخاصة.

الفصل الثاني: يناقش قضية الحقوق والتشريعات لذوي الاحتياجات الخاصة من حيث أهمية وجود تشريع خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وحقهم في المشاركة في سياسة الدولة الجماعية والحق في الاختيار واتخاذ القرارات، كما تم التطرق إلى الإعلانات والمواثيق العالمية والعربية الخاصة بحقوق المعوقين وأخيراً تم عرض تجارب بعض الدول فيما يخص قضية الحقوق والتشريعات لذوي الاحتياجات الخاصة.

الفصل الثالث: يستعرض قضية الاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يعرض التطور التاريخي للاتجاهات نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتطرق الفصل إلى مكونات الاتجاه والعوامل التي تعمل على تغييره ويعرض بعض مقاييس الاتجاهات، ويبحث الفصل أيضاً في الاتجاهات نحو كل فئة من فئات الإعاقة، كما يناقش قضايا مختلفة ظهرت نتيجةَ الأفراد العاديين نحو ذوي الاحتياجات الخاصة، وأخيراً يعرض الفصل عدداً من الدراسات التي تناولت موضوع الاتجاهات نحو الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

الفصل الرابع: يتطرق إلى القضايا والتوجهات الحديثة في مجال الوقاية من الإعاقة والتدخل المبكر، وتحديداً تطرَق الفصل إلى مفهوم التعرف والتدخل المبكر والفئات المستخدمة من برامجَ التدخل المبكر، أسس ومبررات التدخل المبكر، القضايا ذات العلاقة بفريق العمل في برامج التدخل المبكر، أشكال التدخل المبكر، القضايا والعوامل التي تؤثر في فاعلية برامج التدخل المبكر قضايا ومشكلات الوقاية من الإعاقة في الأردن، وأخيراً تطرق الفصل إلى البرامج الوقائية التي قد تعمل على التخفيف من نسبة الإعاقة والمشكلات التي تعاني منها الدول المختلفة في مجال الوقاية من الإعاقة والتدخل المبكر ومقوِّمات برامج التدخل المبكر لعدد من فئات الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة.

الفصل الخامس: يناقش التوجهات الحديثة في تدريب معلمي الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أثناء الخدمة وتحديداً فقد تناول الفصل مفهوم تدريب معلم التربية الخاصة أثناء الخدمة وأهمية التدريب أثناء الخدمة والحاجة إليه وأهداف تنمية معلم التربية الخاصة أثناء الخدمة والأسس التي يقوم عليها تدريب معلمي التربية الخاصة ومحتوى برامج التدريب أثناء الخدمة لمعلمي التربية الخاصة وأنماطها وأساليبها وطرق تقويمها وأخيراً بحث الفصل الخامس أهم الاتجاهات والأساليب الحديثة في مجال تدريب معلمي التربية الخاصة أثناء الخدمة.

الفصل السادس: يتناول قضية على جانب كبير من الأهمية ألا وهي قضية التدريس الفعَال في التربية الخاصة، وتحديداً فقد تم توضيح المقصود بالتدريس الفعَّال كما تم تناول الأبعاد الرئيسية له، كما تحدث عن خصائص التربية الخاصة الفعَّالة والأساليب التدريسية الحديثة والفعَّالة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

الفصل السابع: يبحث في قضية ملحةٍ وهي استخدام التكنولوجيا والوسائل الخاصة، وتحديداً فقد تم توضيح مفهوم الوسيلة التعليمية ودورها في التدريس الفعال لذوي الاحتياجات الخاصة والقواعد والأسس التي يجب مراعاتها عند استخدامها، ثم تم التطرُق إلى تقسيمات الوسائل التعليمية البصرية، والسمعية، الحسية، والوسائل السمعية البصرية التي يمكن استخدامها مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

الفصل الثامن: يناقش القضايا والتوجهات الحديثة في تشغيل الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، من حيث أهمية تشغيل المعوقين وفرص العمل المتاحة لهم والمبادئ الأساسية في تشغيلهم والمعوقات التي تواجه استخدامهم، وكذلك يناقش هذا الفصل القوانين والتشريعات التي تؤكد على أهمية تأهيل وتشغيل المعوقين وقضايا ومشكلات في التشغيل وأمثلة إيجابية على نتائج التشغيل ومراكز التشغيل في الأردن.

الفصل التاسع: يستعرض قضية حديثة وفعالة في مجال خدمات ذوي الاحتياجات الخاصة ألا وهي قضية التأهيل المجتمعي (CBR) لذوي الاحتياجات الخاصة من حيث مفهوم التأهيل المجتمعي وفلسفته وأهدافه وأنواعه ومبررات ظهوره والتطور التاريخي له وكذلك الأساليب التي يستخدمها، ومواصفات التنظيم الفعال للتأهيل المجتمعي ونماذج من التأهيل المجتمعي في عدد من الدول العربية.

الفصل العاشر: يتناول أحدث ما توصلت إليه الدول المتقدمة في مجال تعليم وتدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة ويظهر ذلك من خلال تناول الفصل للتوجُّهات العالمية الحديثة في قضايا الدَّمج والدَّمج الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديداً فقد تطرق هذا الفصل لتعريف الدَّمج وأنواعه ومبرراته وإيجابياته وسلبياته وشروط نجاحه والكفايات الضرورية للمعلمين المشاركين في عملية الدمج، وكذلك تم توضيح خصائص مدارس الدَّمج الشامل وكيفية إعدادها من حيث (إعداد المعلمين، وإعداد النظام وإعداد النظام وإعداد وتهيئة الأسر وإعداد وتهيئة الطلاب) وأخيراً تم التطرق إلى تجارب الدَّمج والدَّمج الشامل في عدد من الدول المتقدمة وبعض الدُّول العربية.

الفصل الحادي عشر: يتناول أحدث الدراسات للموهوبين ذوي صعوبات التعلم.