أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، وهم من أغلى ما نملك، ولهذا ينبغي أن نعتني برعايتهم وتربيتهم بشكل سليم متكامل، ليكونوا أعضاء نافعين ومواطنين صالحين لأنفسهم، ولذويهم ولمجتمعهم ولأمتهم وللإنسانية عامة.

إن مرحلة الطفولة، وخاصة المبكرة منها، تعتبر من أهم مراحل النمو، ففيها تتشكل المعالم الأساسية لشخصية الطفل. لهذا أولى المربون هذه المرحلة جل اهتمامهم. وذلك لإيجاد جيل جديد يتصف بكل معاني التربية السليمة، جيل صالح، بعيد عن الانحراف والشذوذ وسوء التوافق الاجتماعي.

إن الطفولة عالم واسع، والاهتمام بها ليس حديثاً، فمنذ القدم والإنسان يهتم بتربية أبنائه. وقد اختلفت الشعوب والأمم في طريقة إعدادها لأبنائها، وفي أساليب رعايتهم وتربيتهم، وفي الأهداف والمحتوى لكل تربية منها. ومن الجدير بالذكر أنها جميعاً كانت تسعى لإسعاد أبنائها، وفق المنظور الثقافي لكل منها.

هذا وقد شهدت العصور الحديثة اهتماماً كبيراً بمراحل نمو الطفل، ومطالب كل مرحلة، والعمل على تلبية تلك المطالب، إلى غير ذلك من الجوانب المتعلقة بالطفل. كما ساير هذا الاهتمام، اهتمام كبير في طرق وأساليب البحث العلمي المتعلقة بالطفل، وذلك لفهم جميع جوانب نموه المختلفة بشكل أكبر.

إن طرق دراسة الطفل عديدة ومتنوعة، وكلها تسعى إلى مزيد من الفهم لعالم الطفولة، والمشكلات التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال، وأفضل السبل لعلاجها، وأفضل الطرف للتعامل معهم وحمايتهم ووقايتهم من الشذوذ والانحراف وسوء التوافق الاجتماعي، مما يضمن لهم تربية سليمة متكاملة.

وفي هذا الكتاب، وعبر فصوله المختلفة، تحدثنا عن موضوعات عديدة تتعلق بالطفل كالنمو، من حيث تعريفه ومبادئه ومراحله، وأهمية دراسة الطفولة لكل من له علاقة بالطفل.

كما تناولنا الحديث عن الطرق المختلفة لدراسة الطفل . كالطرق الترابطية، والطرق التجريبية، والطريقة التتبعية، والمقاييس السوسيومترية، ومقياس فانيلاند للنضج الاجتماعي، ومقاييس الذكاء ومنها مقياس بينيه ومقياس وكسلر، ومتاهات بورتيوس، ومقياس رم Rimm  للشكف عن الأطفال الموهوبين، حيث تناولنا مميزات وعيوب كل من تلك الطرق والمقاييس المختلفة.

وفي الفصل الأخير، تناولنا الحديث عن تقويم نمو الطفل، وكتابة التقرير عنه، ومحتويات التقرير، والأفراد الذين سيقومون بكتابته.