لقد أصبحت المعلومات تحتاج إلى تدليل من خلال الإحصاءات المختلفة، لأعداد السكان، وحجم التجارة الخارجية، والناتج القومي الإجمالي ومستويات التعليم، والصحة، والإسكان، والفقر، والبطالة، والموازنات بمختلف أشكالها، والمكاييل والأوزان، والمسافات وغيرها من المعلومات وفي مختلف العلوم؛ لذلك أصبح الإحصاء ضرورة حياتية في كل مجتمع من المجتمعات، من خلال استخدام مجموعة من الطرق العلمية والوسائل الحديثة التي تستخدم لجمع البيانات وتحليلها والوصول إلى نتائج معينة حول خصائص مختلف الظواهر العلمية والعملية وتمكن صناع القرار من اتخاذ القرار الذي يتسم بالدقة بحسب الإحصاءات المتوفرة لديه، ولا بد من الإشارة هنا إلى أهمية الإحصاء في مجال الأبحاث الاقتصادية والإدارية المتعلقة بالتجارة الخارجية والدخول والادخار والاستثمار والإنتاج والتسويق، والقروض، والفوائد وغيرها.

  من هنا كانت أهمية دراسة الإحصاء لطلبة كليات الإدارة والاقتصاد على وجه الخصوص لتمكين الطالب من الاعتماد على البيانات والتحليلات الإحصائية بما يؤدي إلى تدعيم آرائهم وزيادة قدرتهم على إثبات الافتراضات المستخدمة في أبحاثهم.

  ولقد كان العرض لمادة الإحصاء يتماشى مع ما يحتاجه الطالب من مفاهيم أساسية في الإحصاء واستخدام أوضح الأساليب وأبسطها مع مراعاة قدرات الطلبة مع إضافة مجموعة من الوسائل التي تكسب الطالب المهارات اللازمة التي تمكنه من تحليل البيانات الإحصائية المختلفة.

  لقد احتوى هذا الكتاب على ثمانية فصول حيث شمل كل فصل عدد من المفاهيم والتي عرضت بشكل مبسط مستخدمين الأمثلة المبسطة التي تزود الطالب بالمهارات اللازمة لحل المسائل الإحصائية، فقد احتوى الفصل الأول على التعريف بالإحصاء وأنواعه أما الفصل الثاني فقد تعلق بعرض المعلومات الإحصائية وتمثيلها بيانياً وتناول الفصل الثالث مقاييس النزعة المركزية مثل الوسط الحسابي، والوسيط، والمنوال، والربيعات، والعشيريات، والمئينات، والوسط التوافقي، والوسط الهندسي، والوسط التربيعي.

  وفي الفصل الرابع فقد تم تناول مقاييس الاختلاف من خلال دراسة المدى، والمدى الربيعي، والمدى العشيري، والتباين والانحراف، ومعامل الاختلاف. أما الفصل الخامس فقد تم دراسة الالتواء، والتفرطح، والعزوم، ومعامل التواء بيرسون، ومنحنى لورنز. ولحاجة الطالب لدراسة الاحتمالات احتوى الفصل السادس على مبادئ الاحتمالات من خلال دراسة نظرية المجموعات والتطرق إلى أشكال التجارب، والمفكوك، والمضروب، والتوافيق إضافة إلى نظرية بيز، والمتغيرات العشوائية، واحتوى الفصل السابع على التوزيع الطبيعي، ويقدم الفصل الثامن دراسة الارتباط والانحدار واستخدام قوانين بيرسون وسبيرمان، ونظراً لحاجة طلبة الإدارة والاقتصاد إلى دراسة الأرقام القياسية فقد تم إضافة هذا البند ليكون بمقدور الطالب الإطلاع على كيفية دراسة هذه الأرقام وتحليلها.