التربية البيئية عملية ديناميكية يتمكن من خلالها الأفراد والجماعات من الوعي بمحيطهم، واكتساب المعارف والقيم والكفاءات والتجارب، وهكذا يساعدهم في العمل لإيجاد حلول لمشاكل البيئة الحالية والمستقبلية.

وبيئة الأعمال ما هي إلا مجموعة العوامل المتداخلة والمتشابكة والمتغيرات المتلاحقة التي تؤثر على مشروع الأعمال وتتأثر به بدرجات مختلفة ومتفاوته.

وهذا ما يجعل البيئة في نظر البعض تمثل مشكلة لا بد من إيجاد حل لها من خلال إدارتها- تخطيط، تنفيذ، متابعة، مما دعى الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1968م إلى اقتراح مؤتمر يتفحص مشاكل البيئة، وعلى أثر ذلك أنعقد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة في السويد عام 1972م، واعتبر المؤتمر العالمي الأول للبيئة مرشدا ومساعدا للعصر البيئي الحديث، وعلى أثر هذا المؤتمر وما حققته منظمة المواصفات الدولية (ISO) عام 1991م مجموعة استشارية دولية مخصصة لتطوير مواصفة دولية قادرة على:

1. وضع مدخل عام لادارة البيئة مماثل لمواصفة الجودة ISO 9000.

2. تعزيز قدرة المنظمة على ترسيخ التحسين في الأداء البيئي.

وعبر عدة مقابلات قامت بها اللجنة الفنية في تورنتو عام 1993م واستراليا عام 1994م واسلو عام 1995م وأخيراً في ايلول عام 1996م، صدرت سلسلة المواصفة الدولية ISO14000 إدارة البيئة- بشكلها النهائي لتدعيم عملية حماية البيئة ومنع التلوث من خلال إدارة البيئة بشكل علمي ودقيق.

وعلى ضوء ما سبق فان الحاجة تدعو إلى تأليف كتاب يتطرق إلى البيئة وادارتها في ضوء المفهوم العالمي الحديث، وهكذا اتفق الباحثات على هيكلة الكتاب بالفصول السبع التالية:

الفصل الأول: الإدارة.

الفصل الثاني: البيئة والتلوث.

الفصل الثالث: نظام الإدارة البيئية والمواصفة ISO 14000.

الفصل الرابع: متطلبات إنشاء نظام الإدارة البيئية.

الفصل الخامس: العوامل البيئية المؤثرة واستراتيجيات المواجهة.

الفصل السادس: حالة دراسية.

الفصل السابع: خطوات بناء نظام الإدارة البيئية.

وبأمل الباحثان في محاولتهما هذه أم يكونا قد أسهما في إضافة لبنة جديدة، تثري مساق الإدارة، وتساعد القارئ والباحث والدارس في المنظمات الحكومية والخاصة من تفهم دور إدارة البيئة بصورة خاصة، وفي النمو التراكمي للمعرفة في حقل الإدارة بصورة عامة.