حظيت الدراسات اللغوية باهتمام واسع من قبل الفلاسفة والعلماء واللغويين، نظراً لأهمية اللغة ومكانتها، فهي سرّ إنسانية الإنسان التي أتاحت تبادل الخبرات وتناميها، ومن خلالها توارث الإنسان تراث الحضارات البشرية أمة بعد أمة وجيلاً بعد جيل، فكانت قلب الأمة النابض في نقل حضارتها وتراثها وثقافتها إلينا.

جاء هذا الكتاب لمحاولة بناء لبنة جديدة تضاف إلى ما قدَّمه الآخرون، بكلّ ما تضمنه من معارفَ وخبراتٍ صقلتها التجربة والممارسة، مستندة إلى نتائج البحوث النفسيّة والتربويّة في ميادين التدريس والتعليم، لتقديم العون للإخوة المعلمين والدارسين والباحثين.

فلابد من تضافر الجهود وتعاونها للارتقاء بتعليم اللغة العربية في مدارسنا وتطوير وتحسين أساليب تدريسها حفاظاً على لغة القرآن الكريم ورفعة شأنها.

وقد وقع الكتاب في ثلاثة عشر فصلاً.

جاء الفصل الأول مقدمة عامة عن اللغة فبحث في ماهيّتها والنظريات المفسّرة لها والآراء المختلفة حول نشأتها، وأهم الوظائف التي تؤديها. وقد أشار إلى العلاقة القائمة بين اللغة والعلوم الأخرى، وعرض هذا الفصل أيضاً إلى أهم الآراء التي تناولت العلاقة الجدليّة القائمة بين اللغة والفكر، وكما تناول مراحل النمو اللغويّ لدى الأطفال وأهم العوامل التي تؤثر في هذا النمو.

أمّا الفصل الثاني فقد تناول موضوع القراءة مفهومها وأنواعها وأهداف تدريس كلّ نوع ومجالات التدريب عليها، كما تناول الفصل طرق تعليم القراءة للمبتدئين، المميزات والعيوب، وبحث في الضعف القرائي من أجل الوقوف على أسباب هذا الضعف وتصور العلاج، ويناقش الفصل أيضاً أشهر التصنيفات لمستويات الاستيعاب للوحدات اللغوية ومهارات الاستيعاب القرائي.

والفصل الثالث ناقش مفهوم الاستماع ومكونات عملية الاستماع، وأهم الوظائف التي يؤدّيها والعوامل التي تؤثّر في علمية الاستماع، كما وعرض إلى أهداف تدريس الاستماع وطرق تدريسه.

وأبرز الفصل الرابع مفهوم القواعد النحوية والنحو الوظيفي وأهداف تدريس القواعد النحوية، وناقش أسباب ضعف الطلبة في القواعد النحوية وعلاج هذا الضعف، وتناول طرق تدريس القواعد النحوية في المراحل المختلفة القديمة والحديثة، وتلا ذلك درس تطبيقي.

وتناول الفصل الخامس الإملاء مفهومه، ومشكلات الكتابة العربية، وتناول أيضاً الذاكرات الموظفة في دروس الإملاء وعوامل التهجي الصحيح، وعرض لأهمية الإملاء وأهداف تدريسه،ـ وخطوات تدريس أنواع الإملاء ثم تناول شروط اختيار القطع الإملائية، وطرق تصحيح الإملاء مزاياها وعيوبها، وأسباب الخطأ الإملائي. وأظهر الفصل علامات الترقيم أهميتها ومواضع استعمالها، وتبع ذلك درس تطبيقي.

وقد تطرّق الفصل السادس إلى مفهوم البلاغة وعلاقتها بالنصوص الأدبيّة، وطابع المدرسة القديمة والحديثة في تدريس البلاغة، كما تناول الفصل أهداف تدريس البلاغة، وخطوات تدريسها وقدّم الفصل مجموعة من الإرشادات التي تساعد المعلم أثناء تدريس البلاغة.

وخُصِّص الفصل السابع لمعالجة تدريس الشعر، فبحث في علاقته مع اللغة والمضمون والموسيقا، وتناول أهداف تدريس الشعر، وأساليب تدريسه.

وقد عرّف الفصل الثامن بالمسرحية مفهومها وعناصرها وأنواعها، وأهمية المسرح التعليميّ المدرسيّ، وأظهر الفصل طرق تدريس المسرحية، وعلاقة التمثيل المدرسي باللغة العربية.

وبحث الفصل التاسع في فن الخطابة المفهوم والأركان، وتناول الفصل صفات الخطيب الجيد، وأنواع الخطب وعرض لأساليب تدريس فن الخطابة.

وقد جاء الفصل العاشر ليعالج التعبير ماهيته، وأهداف تدريسه، والأسس التي تؤثر في تعبير التلاميذ، وتناول أنواع التعبير وطرق تدريسه، وبحث في أسباب ضعف التلاميذ في التعبير وطرق العلاج، وختم الفصل بدرس تطبيقي.

وأوضح الفصل الحادي عشر مفهوم علم العروض، وعرّف بواضعه، وأبرز الحاجة التي دفعت إلى هذا العلم، فتناول أهداف تدريسه، وبحث في الكتابة والتفاعيل العروضية، وعرض للبحور الشعرية المختلفة، وختم الفصل بطرق تدريس العروض ونموذج تطبيقي على ذلك.

وتناول الفصل الثاني عشر الخط العربي والعلاقة بين الخط والكتابة ومراحل تطور هذا الخط، كما بحث في مفهومه والغرض من تعليمه، ورصد لأنواع الخط العربي وأهم مميزاته، وناقش كيف يعلّم الخط؟ وإجراءات السير في درس الخط، ومعايير الحكم على جودة الخط، وتلا ذلك درس تطبيقي في تعليم الخط.

أما الفصل الثالث عشر فقد خصّص لمناقشة الأسس والمعايير التي ينبغي توفرها في عملية التقويم ومستويات هذه العملية، كما ناقش الفصل مفهوم الاختبار التحصيلي وأهداف هذا الاختبار وأهم الأسس التي ينبغي مراعاتها عند إعداده وخطوات الإعداد، وبحث الفصل في أنماط الاختبارات اللغوية المميزات والعيوب، وختم الفصل بمناقشة معايير صياغة السؤال الجيد.