النقد الادبي الحديث من المحاكاة الى التفكيك

اللغة العربية وآدابها

النقد الادبي الحديث من المحاكاة الى التفكيك

الدكتور ابراهيم محمود خليل
السعر: 17.50 $
عدد الصفحات: 272
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 5
لون الطباعة: اسود
القياس (سم): 17x24
الوزن (كغم): 0.550
الباركود: 9789957061951
السعر: 17.50 $

النقد الادبي الحديث من المحاكاة الى التفكيك

اللغة العربية وآدابها

الدكتور ابراهيم محمود خليل
عدد الصفحات: 272
نوع التجليد: كرتونية
رقم الطبعة: 5
لون الطباعة: اسود
القياس (سم): 17x24
الوزن (كغم): 0.550
الباركود: 9789957061951

لا ريب في أن النقد الأدبي قد تطور في العقود الأخيرة تطوراً كبيرا. وتغير من حيث المنهج وتغير من حيث زوايا النظر.

كان النقد في العصور القديمة يخضع لعلوم أخرى غير علم اللغة وعلم الأدب، فتارة يأتم بالفلسفة والفلاسفة، وتارة يأتم التاريخ، وعلم النفس وعلم الاجتماع. والاقتصاد والأخلاق. فكان النقد كتب عليه، منذ عصور، ألا ينفصل عن هاتيك العلوم، وألا يكون له كيانه المستقل، وفي القرن الماضي علت صيحات تنادي باستقلال الأدب وعلمه عن غيرهما من علوم الإنسان.

بدأت تلك الصيحات – أولاً- من خلال التشكيك بقدرة المنهج التاريخي على تقديم رؤية ثاقبة للأدب، فهذا مارسيل بروست Proust ينتقد سانت بيف Beuve قائلاً: إن البحث عن سيرة الكاتب، أو الشاعر، ودراسة نتاجيه الأدبي في ضوء ذلك، إنما هو إغفال للأدب، وعناية مفرطة في شخصية الأديب، وشكك نقاد وكتاب بمقدرة علم النفس على تحليل النصوص، ورأى الماركسيون في فكرة اللاوعي التي أطلقها فرويد خرافة لا أساس لها من الصحة، أما الإلهام، والموهبة الفردية، فكلمات لا مدلول لها في قاموس الواقعيين.

وعندما نادي النقاد الجدد New Critics بضرورة الالتفات إلى الشكل في العمل الأدبي، ونبذ الطرق التقليدية القائمة على النبش في الماضي، بحثاً عن سيرة الكاتب، ودوافعه، والعوامل المؤثرة فيه، فقد ابتعدوا شوطاً أطول في الدعوة لاستقلال الأدب عن علوم الإنسان. فعلم النفس لا يحدثنا عن العمل الأدبي وإنما عن نفسية صاحبه. وعلم الاجتماع يحدثنا عن انتمائه الاجتماعي، وعن الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية التي أحاطت بالعمل دون أن يقول شيئاً ذا بال في العمل الأدبي ذاته... والتاريخ، والفلسفة وكل علم آخر، لا ينشغل بالعمل الأدبي إلا ليفيد نفسه بهذا القدر، أو ذاك. والنقد الجديد هو النقد الذي يصب اهتمامه على وضع الإجابات التي آثارها الشكل في العمل الأدبي، وما فيه من تناسق وألق، وتضاد وتوتر، ووحدة وتنوع، ورموز ولغة موحية دالة، وأساطير، وصور فنية يتشكل منها المعنى.

ورافق هذه الأصوات صوت آخر يتساءل: لماذا لا نجعل من اللغة وعلمها منطلقاً لدراسة النص الأدبي؟ أليس النص بما فيه من شكل ومحتوى إنما هو علامات لغوية لا أكثر ولا أقل؟ وإذا كانت اللغة هي مادة الأدب، فلماذا لا ننتفع من علم اللغة، ومعطياته، في دراسة أدبية الأدب؟ هذا السؤال، وأسئلة أخرى غيرها فجرها الشكليون الروس، فكانت السبب المباشر لظهور ما يعرف بالأسلوبية. ووافقت نداءاتهم هذه نداءت شبيهة أطلقها كل من شارلز بالي Bal-ly وبعض تلاميذه من أمثال كروزو، وبيير جيرو، وميشيل ريفاتير. وترسخت النظرة الجديدة إلى الأدب. وما كادت تمر سنوات قلائل حتى رأينا عدداً من المدارس النقدية الجديدة تعلن انفصالها عن العلوم الإنسانية، واندماجها فيما يعرف بالنقد الألسني: أي النقد القائم على الإفادة من علوم اللسان الحديث. فظهرت إلى جانب الأسلوبية الطرائق البنيوية، والسيميائية، والتفكيكية، ونظرية التلقي، والتأويل، والنقد النسوي، والنقد الثقافي إلخ... مما يوحي- للوهلة الأولى- بأن النقد الأدبي يمر في مرحلة مخاض يتعرض فيها لولادات متكررة، بعضها عسير، وبعضها هين يسير، والمهم أن النظرية النقدية المعاصرة لم تعد كما كان الحال في السابق، ذات وجه واحد بل أصبحت متعددة الأشكال، متباينة الوجوه.

وهذا الكتاب لا يريد أن يقول كل شيء في هذا الشأن، وليس له أن يدعي ذلك؛ وإن حاول. قدر الإمكان- أن يقارب أكثر المدارس، ويعرف بأكثر الاتجاهات والتيارات، وأن يوضح معالم كل منهج، وملامح كل طريقة، أو نظرية،  توضيحاً يعتمد المثال إلى جانب الشرح والتحليل، متجنباً الإطالة والإطناب، حريصاً على الإيجاز والاختصار بدل الإسهاب، منعاً لتضخم المادة، ودفعاً للرتابة والإملال.

والذي دفعنا إلى وضع ما وضعنا، وتصنيف ما صنفنا، أننا وجدنا أكثر طلابنا يخلطون فيما لا ينبغي الخلط فيه. ووجدنا المؤلفات التي تبحث في هذا- على كثرتها- تخاطب القارئ المتخصص، المتمكن، ولا تخاطب الطالب المبتدئ المتلهف لمعرفة الجديد قبل أن تتكامل خبرته بالقديم، وقبل أن تكون لديه معرفة بهذا الذي ينشده. لذا حرصنا الحرص كله على التوضيح أكثر من حرصنا على التجميع واستقصاء وجهات النظر على ما فيها من تعارض وتناقض، وما بينها من اختلاف وتعارض، لأن من شأن الغوص في هذه المناقشات، والإيغال في التباينات والحوارات والمجادلات أن يضجر القارئ، ويفسد عليه سلامة التلقي، ونحسب أننا بهذا التقديم حددنا الأهداف.

أما المنهاج فقد بني على أساس التتبع التاريخي للنقد من النشأة إلى الحضور ومن القديم إلى الحديث. لكنه تتبع غير تفصيلي، وذلك لكي نضع القارئ في السياق التاريخي لعلم النقد. فنوهنا إلى النقد الرومانسي الذي ما يزال له أتباع إلى الآن. ودمجنا فيه الكلام على المنهج التاريخي واختصرناه لأن الرومانسيين هم أكثر النقاد عناية بالسيرة (سيرة الأديب) واستخداماً للتاريخ. ونوهنا إلى القراءة النفسية للأدب، بدءاً بفرويد ومروراً باليسار الفرويدي والتوسير ولاكان. ونوهنا إلى النقد الاجتماعي، ليس بصورته الماركسية المألوفة حسب، وإنما بصوره الجديدة لدى كل من لوكاش وغولدمان. وتطرقنا إلى النقد الجديد New Criticism باعتباره واسطة العقد، والعتبة المفضية إلى شرفات النقد الحديث. ألم يقل بعضهم: إن البنيوية صورة محرفة للنقد الجديد؟.

1. النقد الرومانسي

    النقد الرومانسي

    الرومانسية والنقد العربي

2. تداخل العلوم الإنسانية والنقد الأدبي

    علم النفس والأدب

    علم الاجتماع والأدب

    علم اللغة والأدب

   النقد والتجديد

3. الألسنية وتيارات النقد الحديث

    الاسلوبية تأكيد لشكلية الأدب

    البنيوية والنقد الأدبي

    السيميائية والنقد الأدبي

    التفكيكية والنقد الأدبي

    النقد ونظرية التلقي

    النقد التأويلي

    النقد النسوي

    النقد الثقافي

4. الأسلوبيات والنقد الأدبي

    الأسلوبية الصوتية

    الأسلوبية التعبيرية

    الأسلوبية التكوينية

    الأسلوبية الإحصائية

    الأسلوبية النحوية

5. موقع السرديات من النقد الأدبي الحديث

    فورستر

    اللسانيات والسرد القصصي

    السرد والزمن

    الراوي أو السارد القصصي

    السرد والحوار

    السرد والمكان

6. تأثير النقد الأنجلو- أمريكي في النقد العربي (نموذج مجلة شعر)

    من النظري إلى التطبيقي

    القراءة التكوينية للنص

    مفاهيم جديدة

7. تأثير النقد الألسني في النقد النقد العربي الحديث (نموذج الغذامي)

    الخاتمة

   المراجع