تسعى الأمم المتحضرة إلى إعداد أجيال متطورة تسهم في دفع عجلة التقدم والتنمية في بلادها وتقود حركة العمل والانتاج، فالأمم تنهض بعقول وسواعد أبنائها، حيث إن القوة البشرية هي حجز الزاوية لأي تقدم وتطور تحققه المجتمعات الحديثة، مما يستدعي العمل على تنمية عقول وشخصيات أطفالنا وشبابنا في المجتمعين المصري والعربي الذي يتطلع لإحداث تقدم حضاري غير مسبوق في كافة المجالات، والإنسان هو الفاعل والمطور والمنتج في شتى المجالات، ويمثل مجال «علم النفس السيبراني» أحد العلوم النفسية الناشئة عن الثورة الرقمية بكل تطبيقاتها وأدواتها التي أصبحت تحتل صدارة اهتمام الإنسان في الأسرة والعمل وفي مختلف الطبقات والأعمار، وعلى الرغم من الانتشار المتزايد للتطبيقات الرقمية إلا أن المكتبة العربية تعاني من الندرة النسبية لكتب علم النفس السيبراني أو ما يطلق عليه علم نفس الانترنت، مما دفع المؤلف لإعداد الكتاب الحالي  وتقديم موضوعاته بصبغة تربوية حتى يستفيد منه طلابنا وشبابنا في كافة المراحل فهم أمل الأمة وثروتها الغالية، ويتناول هذا الكتاب عددا من الفصول كما يلي:

الفصل الأول: تناول عرضاً لمجال علم النفس السيبراني تعريفه، أهدافه، الظواهر الناشئة عن الاستخدمات الرقمية، المجالات المرتبطة به.

الفصل الثاني: تناول العلاقات الاجتماعية عبر الانترنت وخصائصها، العلاقات العاطفية عبر الانترنت، العلاقات عبر الانترنت والحياة الاجتماعية، العزلة الاجتماعية والتواصل الرقمي، التعصب في العالم الرقمي، العمل التطوعي عبر الشبكات الاجتماعية، وبعض النظريات المفسرة للعلاقات الاجتماعية عبر الانترنت.

والفصل الثالث: تضمن معالم شخصية الانسان في العالم الرقمي حيث تناول الفصل العديد من المفاهيم الأساسية في مجال سيكولوجية الشخصية تبدأ بتعريف الشخصية، عوامل الشخصية والمفاهيم المتشابهة، نموذج العوامل الخمسة للشخصية وجذوره اللغوية والنظرية، والعوامل المتضمنة فيه، وعوامل الشخصية لدى مدمني مواقع التواصل الاجتماعي.

والفصل الرابع: تضمن الاحتياجات النفسية للإنسان في العالم الرقمي، وتضمن تعريف الاحتياجات النفسية، الفرق بين الحاجة وبعض المفاهيم المتشابهة، أهمية إشباع الاحتياجات النفسية، النظريات المفسرة للاحتياجات النفسية، الاحتياجات النفسية لمستخدمي شبكات الويب الاجتماعية.

والفصل الخامس: تضمن المفاهيم المتعلقة بإدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ومفهوم الإدمان بمعناه العام، المحكات المميزة للسلوك الإدماني، الفرق بين إدمان مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المفاهيم الأخرى.

الفصل السادس: بعنوان «الاضطرابات النفسية الناشئة عن العالم السيبراني» حيث إن التفاعل الانساني الافتراضي عبر التطبيقات الرقمية المختلفة نتج عنه العديد من الظواهر السلبية التي اتضحت بصورة جلية لدى قطاعات عديدة من الشباب ومنها إدمان الانترنت، الاستخدام القهري للانترنت، المقامرة القهرية عبر الانترنت، الافراط المعلوماتي والبحث اللامتناهي، فوبيا فقدان الهاتف المحمول، متلازمة «أخشى أن يفوتني شيء»، اضطراب الصور السيلفي، التوهم المرضي السيبراني.

الفصل السابع: تناول ظاهرة سلوك التنمر في الحياة اليومية، تعريف التنمر الالكتروني، التنمر التقليدي في مقابل التنمر الالكتروني، أسباب التنمر الالكتروني، النظريات المفسرة لسلوك التنمر، إدارة المخاطر السيبرانية ومواجهة التنمر والقرصنة.

الفصل الثامن: تناول الجرائم الالكترونية، مفهومها، أنواعها، أساليبها، آثارها النفسية والاجتماعية.

الفصل التاسع: تناولتعريف المواطنة، الركائز الأساسية لثقافة المواطنة، أبعاد المواطنة الرقمية، معايير المواطنة الرقمية، المواطنة الرقمية والسلوك الانتمائي، الأخلاقيات الرقمية.

الفصل العاشر: تناول طبيعة الارشاد النفسي عبر الويب، تصنيف الارشاد النفسي عبر الويب، مميزات الارشاد النفسي الالكتروني، تجربة الخط الساخن لمرضى الإدمان، مجموعات الدعم عبر التطبيقات الرقمية، الارشاد النفسي الرقمي في فترات الأزمات، جائحة كرونا نموذجاً، الارشاد النفسي في الميزان.

الفصل الحادي عشر تناول التربية الرقمية والنظم التعليمية، التوسع في التعليم الالكتروني، الاستخدام الإيجابي لمواقع الشبكات الاجتماعية، الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، استراتيجيات تحقيق الأمن السيبراني.

الفصل الثاني عشر: تضمن مفهوم خبراء الأمن السيبراني، الحروب السيبرانية، انترنت الأشياء وفوائده في مجالات التعليم، الصحة، البيوت والمدن الذكية.