الطفولة هي لبنة المجتمع وغراسه والطفل من بداية وجوده في هذه الدنيا وهو يكتشف العالم الذي يعيش فيه وبالتالي فهو يكتسب المفاهيم التي من حوله والتي تتكون تدريجيا من خلال عمليات عقليه وحسية معقدة، ومن هنا نجد أن تنمية المفاهيم لدى الطفل تعد من الركائز الأساسية لنمو الطفل في الجوانب العقلية، والمعرفية، واللغوية، والاجتماعية

وقد اتجه علماء النفس منذ العشرينيات إلى دراسة التفكير دراسة تجريبية موضوعية عن طريق دراسة المفاهيم باعتبارها (محتويات الفكر) كما يدعوها بياجيه، وإن المفاهيم التي يدعوها فيجوتسكي (أدوات التفكير) لا تساعد الفرد على التفكير فقط بل تساعد الباحث على دراسة التفكير عند الأفراد، وعموما يمكن تقسيم الدراسات التي أجريت على المفاهيم خلال نصف قرن مضى إلى قسمين رئيسيين: دراسات عن تكوين المفاهيم، ودراسات تعلم المفاهيم وتوجد مصطلحات تستخدم في مجال المفاهيم وكثيرا ما يحدث الخلط بينها، ومن ثم فإنه من الضروري بمكان أن تتبين الفروق بينها حتى تكون معالجتها قائمة على أساس سليم، وهذه المصطلحات هي: تعلم المفهوم، وتكوين المفهوم، ونمو المفهوم (زكريا الشربيني ويسرية صادق، 2000م ، ص 44- 45) سيتم الحديث عنها في الفصل الأول من هذا الكتاب

وهناك سلسلة أعداد من المفاهيم يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به كالمفاهيم العلمية، والرياضية، واللغوية، والتاريخية، والجغرافية، والبيئية، وقد حظيت المفاهيم العلمية، والرياضية، والبيئية، واللغوية بالعديد من المؤلفات والدراسات والأبحاث في مرحلة رياض الأطفال وفي المراحل التعليمية الأخرى، بينما نجد أن المؤلفات والدراسات والأبحاث التي تناولت المفاهيم التاريخية والجغرافية شحيحة وتكاد تكون نادرة خاصة في مرحلة رياض الأطفال، لذا فقد كان التركيز في موضوعنا لهذا الكتاب هو تنمية المفاهيم التاريخية والجغرافية لطفل الروضة

وقد جاء هذا الكتاب في أربعة فصول، حيث تناول الفصل الأول موضوع المفاهيم من حيث تعريفها، وأنواعها، ومراحل تكوينها، وطرق تنميتها

أما الفصل الثاني فقد تناول موضوع (المفاهيم التاريخية) من حيث أهدافها وأهميتها، وطرق تنميتها لدى طفل الروضة

وتناول الفصل الثالث موضوع (المفاهيم الجغرافية) وهي لا تقل أهمية عن المفاهيم التاريخية، حيث أنها تعرف الطفل بموقع بلده في خارطة العالم وتضاريسه وأهم مدنه و أهم الظواهر الطبيعية مثل الخسوف والكسوف والكوارث الطبيعية والأهم من ذلك التعرف على منازل القمر وأهمية تغير شكله في تحديد الشهور والمناسبات الدينية وغير ذلك من المعلومات التي تفيده

أما الفصل الرابع فقد عرضنا فيه بعض الأنشطة المقترحة والأمثلة لتنمية المفاهيم التاريخية والجغرافية لطفل الروضة