لايوجد سلع في سلة المشتريات
0 السلع | $0.00 |
كان من أهم ما نقله العرب معهم إلى الأندلس، بالإضافة إلى رسالة الإسلام، الشعر والأدب، فقد ظل الشعر ملازماً لهم في حلهم وترحالهم، وما كادوا ينيخون رحالهم في أرض الأندلس حتى أخذت بذرة الشعر تنمو شيئاً فشيئاً ويزداد انتشارها في أرض الأندلس حتى غدا الشعر أرفع الفنون وأكثرها حظوة لدى أهل الأندلس كافة: عرباً ومستعربين، ولدى الطبقات الاجتماعية كافة: ملوكاً ووزراء وقضاة وحجاباً ورجالاً ونساءً، إلى أن بلغ بها أن نجد أهل مدينة شلب كما يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان والقزويني في آثار البلاد وأخبار العباد "سمعت ممن لا أحصي أنه قال: قل أن ترى من أهلها من لا يقول شعراً ولا يعاني الأدب، ولو مررت بالفلاح خلف فدانه، وسألته عن الشعر قرض من ساعته ما اقترحت عليه وأي معنى طلبت منه".
وفي مفاضلته بين الأندلس وبر العدوة (المغرب) يقول أبو الوليد الشقندي عن إشبيلية "وأما ما فيها من الشعراء والوشاحين والزجالين فما لو قسموا على بر العدوة ضاق بهم، والكل ينالون خير رؤسائها ورفدهم.
وعلى الرغم من المحن التي تعرض لها التراث الأندلسي بالحرق والإتلاف والنهب نتيجة الحروب والفتن والنزاعات ونتيجة الحرق على يد الإسبان بعد استيلائهم على غرناطة سنة 897هـ / 1492م، إلا أن عدداً غير قليل من دواوين الشعر الأندلسي والمجاميع الشعرية الأندلسية قد نجت من تلك المحن، مما أتاح للدارسين الوقوف على روائع من ذلك الشعر. وقد أملت الظروف السياسية والاجتماعية والبيئية التي عاشها الأندلسيون على شعراء الأندلس النزوع إلى موضوعات شعرية أكثر من غيرها؛ فجمال الطبيعة الأندلسية وسحرها الأخاذ دفعهم إلى الإكثار من وصف الطبيعة والتفنن فيه. وتنوع أصول المجتمع الأندلسي وحرية المرأة دفعهم إلى التنويع في وصف مظاهر الحياة الاجتماعية والتفنن في شعر الغزل وما اتصل به من مجالس الغناء والطرب واللهو والخمر. وكان لسقوط مدنهم في أيدي الإسبان أثر بالغ في الإكثار من شعر الاستنجاد وشعر رثاء المدن والشعر السياسي والتاريخي بشكل عام.
وقد خصصت هذا الكتاب لاستعراض بعض مظاهر النشاط الشعري في الأندلس عبر عصورها التاريخية المختلفة، وكذلك للوقوف على عوامل تطور الحركة الشعرية، ولقراءة بعض قصائد الشعراء الأندلسيين المشهورة قراءة تحليلية فاحصة، وقد حرصت على أن تكون هذه القصائد ممثلة للأغراض الرئيسية التي أكثر الشعراء الأندلسيون من الخوض فيها، فاخترت قصيدة ابن زيدون التي بعث بها إلى محبوبته ولادة بنت المستكفي من إشبيليه بعد هروبه من سجن أبي الحزم ابن جهور في قرطبة سنة 432هـ، متشوقاً إليها، وقصيدة ابن خفاجة في وصف الجبل، وقصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الاندلس، وقصائد المعتمد بن عباد في سجنه ومقارنتها بالقصائد التي قالها أبو فراس الحمداني في أسره. ثم أتبعت ذلك بثلاثة فصول يمثل كل واحدٍ منها جانباً من جوانب صلة الشعر الأندلسي بالحياة الأندلسية؛ فتناولت في أحدها دور الشعر في مواجهة التردي والضعف السياسيين في عصر ملوك الطوائف (422هـ - 484هـ) وعرضت في هذا الفصل لشعر أبي حفص الهوزني نموذجاً دالاً على هذا الدور، وتناولت في فصل آخر شعر المرأة الأندلسية، وهو شعر يكشف عن جوانب مهمة في شخصية المجتمع الأندلسي. وأما الفصل الأخير فجاء بعنوان: طريقة القراءة عند المكفوفين بصرياً في قصائد من الشعر الأندلسي، وهو فصل يكشف عن بعض الأوجه الحضارية المهمة في الحياة الأندلسية وفي الشعر الأندلسي.
1. مظاهر الحركة الشعرية في الأندلس والعوامل المؤثرة فيها
2. أضحى التنائي لابن زيدون
3. وصف الجبل لابن خفاجة
4. رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي
5. أغماتيات المعتمد بن عباد: قراءة مقارنة
6. دور الشعر في مواجهة التردي السياسي: أبو حفص الهوزني نموذجاً
7. شعر المرأة الأندلسية
8. طريقة القراءة عند المكفوفين بصرياً في قصائد من الشعر الأندلسي
المصادر والمراجع
المملكة الأردنية الهاشمية
عمان - العبدلي - شارع الملك حسين - عمارة رقم 185
هاتف: +962(6) 5627049 فاكس: +962(6) 5627059
ص.ب 7218 عمان 1118 الأردن
جميع الحقوق محفوظة لدار المسيرة للنشر والتوزيع © 2024