يتناول الكتاب موضوعا يؤرّق كل معلم ومعلمة، وكل من له صلة بالتدريس، وهو أن كل صف، كبر أو صغر، يتضمن مزيجا من الطلبة المختلفين في قدراتهم واستعداداتهم وأنماط تعلمهم ومعرفتهم السابقة وتصوراتهم عن الحياة والكون وعاداتهم وتقاليدهم وقناعاتهم وبيئاتهم وثقافاتهم ولغاتهم؛ وبالتالي كيف يمكن التعامل مع هذا الخليط غير المتجانس، وإدارة عملية تعلمه بحيث يتعلم كل من فيه، ويصلون إلى المستوى الذي تحدده الأهداف أو النتاجات أو مؤشرات الأداء الموضوعة، وتجاوزها إن أمكن؟ وما الآليات والنشاطات وأساليب التدريس والتقييم التي تناسب هذه الصفوف، وتعظّم التعلم فيها؟ هذه هي القضية التي يتمحور حولها هذا الكتاب، والذي يطرح ممايزة التدريس والتقويم والتغذية الراجعة والمنهاج والمحتوى والعمليات والأهداف وإدارة الصف لحل إشكال تمايز الطلبة والاختلافات الموجودة بينهم، والتي لا يمكن أن تختفي، وعلينا أن نتعامل معها كمعلمين شئنا أم أبينا. ومن هنا جاء هذا الكتاب ليحاول مناقشة هذه القضايا، وطرح حلول لها، مع أمثلة عملية من غرفة الصف، حيثما أمكن ذلك. وقد تضمن ستة فصول تناولت هذه القضايا على النحو الآتي: 

1. ناقش الفصل الأول نشأة التدريس المتمايز ومفهومه ونماذجه والفروق بينه وبين التدريس العادي، ومبادءه، وأهميته وعناصر قوته وأوجه نقده ودور المعلم في جعله متمايزا، والصعوبات التي تحد من تنفيذه، والبحوث التربوية المتعلقة به.

2. وتناول الفصل الثاني العوامل المؤثرة في التمايز، سواء منها الخارجية كالمدارس والصفوف وبيئات التعلم، وأولياء الأمور والمجتمع المحلي، أو العوامل الداخلية كالدافعية والاستعداد والاهتمامات وملفات التعلم.

3. وتضمن الفصل الثالث ممايزة المنهاج من حيث معناها ومبرراتها وماذا نمايز، وأشكال ممايزته (المنهاج متعدد المستويات، والتصميم الشامل للمنهاج من أجل التعلم، والفهم من خلال التصميم – المنهاج العكسي)، وممايزة التخطيط، وتكييف المنهاج، وضغطه، ودور الإنترنت في ممايزته.

4. وفي الفصل الرابع تم استعراض مائة واثنتين وعشرين استراتيجية تدريس متمايز في مجالات التواصل والتعارف، وتنمية الحالة العقلية، وممايزة المحتوى، والعمليات، والاستعداد، والاهتمامات، وملفات التعلم، والبحث، واستخدام التكنولوجيا، واستراتيجيات عامة.

5. كما تناول الفصل الخامس استراتيجيات ممايزة التقويم، وتضمن صفات التقييم الجيد وأنواع التقييم وفقا للجهة التي تنفذه، ولوقت إجرائه، ولهدفه، ولاستمراريته، ولحاجات المعلم والمتعلم. ومتى نقيم، ولماذا نقيم، وماذا نقيم. وتم تخصيص مساحة مناسبة لمناقشة التقييم التكويني وخصائصه وكيفية استخدامه، وخطواته، وعلاقته بعقلية النمو، والتغذية الراجعة، من حيث شروطها، وكيفية تقديمها، ووقت تقديمها، ومن يقدمها. وفيما يتعلق باستراتيجيات التقييم، فقد تم عرض مائة وعشر استراتيجيات يمكن استخدامها في هذا المجال.

6. وبالنسبة للفصل السادس، فقد تناول البيئة الصفية المتمايزة وإدارتها، من حيث مفهوم البيئة الصفية، وعناصرها، وشروط جعلها متمايزة، وأعمدة التمايز ومبادؤه، وخصائص التدريس في البيئة الصفية الصحية، وأنواع البيئات الصفية: الفيزيائية والاجتماعية والعاطفية والخارجية والبديلة والافتراضية والتكيفية، وسمات البيئة الصفية المتمايزة، وأشكال التمركز فيها، والعوامل التي تؤثر وتتأثر بها، ودور المعلم والطالب فيها. أما بالنسبة لإدارة الصف وقيادتها فقد تم تناول الموضوع من حيث مفهوم الإدارة الصفية وعلاقتها بالدافعية، وأهدافها وعلاقتها بالضبط الصفي، والإجراءات الوقائية لتنفيذها، والمشكلات الصفية وأساليب علاجها، والأخطاء الشائعة في ممارستها، واستخدام التقنيات فيها، ودور مدير المدرسة فيها.