إنَّ هذا العصر الذي نعيش فيه يُعدُّ بحق عصر العلوم والتكنولوجيا، وهو عصر يتميز بالتغيرات السريعة والتطورات المذهلة في المعرفة العلمية، والتطبيقات والأساليب التكنولوجية، ولقد أصبح فيه العلم بمفهومه الحديث وطبيعته الديناميكية كمادة وطريقة أو كمنهج للتفكير والبحث من الأمور التي لا غنى عنها في حياة المجتمعات المتقدمة والنامية لمواجهة المشكلات والتحديات في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المجالات الحيوية المؤثرة في حياة الإنسان وأمنه وسعادته.

ولا شكّ في أنّ لهذه التغيرات والتطورات انعكاساتها ومطالبها من التربية والتعليم، فالمدرسة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى أن تبذل كل جهد ممكن لتربية الإنسان العصري القادر على التفكير السليم البناء والمزود بالمعرفة والمهارات والأساسية التي تمكنه من تحقيق الملائمة الذكية مع طبيعة عصره وخصائصه، والبيئة من حوله وما يطرأ عليها من تغيرات وتطورات سريعة ومتلاحقة، ولقد دفع هذا المربين والمهتمين بشؤون التربية والتعليم إلى أن يعيدوا النظر في مناهج التعليم في إطار شامل يتناول أهدافها ومحتوى المقررات الدراسية والأنشطة التعليمية وأساليب التعليم وتقويم فاعلية التعلّم وغير ذلك من المدخلات الأساسية في العملية التعليمية، وكل ذلك بقصد تطويرها والارتفاع بواقعها إلى المستويات المنشودة لتربية عصرية فعالة.

من هذا المنطلق، جاء هذا الكتاب ليحقق غرضاً أساسياً هو مساعدة المربين معلمي العلوم والمهتمين بالتربية العلمية على معرفة استراتيجيات تعليم العلوم أملاً في أن تنعكس هذه المعرفة على سلوكياتهم التعليمية وممارساتهم التعليمية، ولتحقيق ذلك جاء الكتاب مبوباً في ستة فصول تمثل جوانب استراتيجيات تعليم العلوم، فالفصل الأول، يبحث في مفهوم استراتيجية التعليم التفاعلي، وأسس استراتيجية التعليم التفاعلي فلسفة واستراتيجية التعليم التفاعلي، وأهداف استراتيجية التعليم التفاعلي، ومبادئ استراتيجية التعليم التفاعلي، خصائص استراتيجية التعليم التفاعلي وعناصر استراتيجية التعليم التفاعلي ومزايا استراتيجية التعليم التفاعلي وأهمية استراتيجية التعليم التفاعلي وشروط استراتيجية التعليم التفاعلي ودور المتعلم في استراتيجية التعليم التفاعلي ودور المعلم في استراتيجية التعليم التفاعلي وأبعاد استراتيجية التعليم التفاعلي والنتائج الإيجابية لاستراتيجية التعليم التفاعلي واعتبارات وأفكار لتشجيع الدراسة على استراتيجية التعليم التفاعلي وكيف تصنع بيئة تعليم تفاعلية وأنماط استراتيجية التعليم التفاعلي واستراتيجيات التعليم التفاعلي ومعوقات استراتيجية التعليم التفاعلي.

والفصل الثاني يبحث في مفهوم استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، خصائص استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، أسس استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، مزايا استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، مسلمات استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، إجراءات استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، متطلبات استراتيجية التعليم القائم على التعاقد كصيغة تعليمية فاعلة، أشكال استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، نموذج لعقد تعلم بسيط، نموذج لعقد تعلم (1)، نموذج لعقد تعلم (2)، أنماط استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، عناصر استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، أهداف استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، مبادئ استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، أهمية استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، أدوار المعلم والمتعلم في ضوء استراتيجية التعليم القائم على التعاقد، الارشادات والموجهات التربوية للمعلم تعمل على حسن تنفيذ استراتيجية التعليم القائم على التعاقد وتحقيق أهدافها التربوية المختلفة، صعوبات تواجه استراتيجية التعليم القائم على التعاقد.

والفصل الثالث يبحث في مفهوم استراتيجية التعليم القائم على المشروع وأسس اختيار المشروع وشروط اختيار المشاريع والخصائص التي يجب ان تتوفر في استراتيجية التعليم القائم على المشروع ومراحل استراتيجية التعليم القائم على المشروع وخصائص استراتيجية الاحداث المتناقضة ومميزات التعلم باستراتيجية التعليم القائم على المشروع وفوائد التعلم باستراتيجية التعليم القائم على المشروع وأهداف التعلم باستراتيجية التعليم القائم على المشروع والعوامل المؤثرة على استراتيجية التعليم القائم على المشروع وأنواع استراتيجية التعليم القائم على المشروع ودور المتعلم عند تطبيق استراتيجية التعليم القائم على المشروع ودور المعلم في استراتيجية التعليم القائم على المشروع، إيجابيات استراتيجية التعليم القائم على المشروع، انتقادات وعيوب استراتيجية التعليم القائم على المشروع.

والفصل الرابع يبحث في استراتيجيات الابداع الجاد، مفهوم الابداع الجاد، ونظرية الابداع الجاد، ومصادر الابداع الجاد، والعوامل الأساسية المرتبطة بالإبداع الجاد، واستخدامات الابداع الجاد، ومبادئ الابداع الجاد، وعناصر أساسية في الابداع الجاد، ومهارات الابداع الجاد، والطبيعة الأساسية للابداع الجاد، واستراتيجيات الابداع الجاد، استراتيجية التركيز Focus Strategy، استراتيجية الدخول العشوائي Random Entry Strategy، استراتيجية البدائل Alternatives Strategy، استراتيجية التحدي Challenge Strategy، استراتيجية الحصاد Harvesting Strategy، استراتيجية القبعات الست للتفكير Six Thinking Hats Strategy.

والفصل الخامس يبحث استراتيجية اتخاذ القرار ومفهوم القرار، وصفات القرار وعناصر اتخاذ القرار، ومفهوم استراتيجية اتخاذ القرار، ومبادئ استراتيجية اتخاذ القرار، والصفات المميزة لعملية استراتيجية اتخاذ القرار، وخصائص استراتيجية اتخاذ القرار، ونظريات استراتيجية اتخاذ القرار، والمدارس العلمية لاستراتيجية اتخاذ القرار، ومراحل حل استراتيجية اتخاذ القرار، وكيفية اتخاذ القرار داخل المخ الإنساني، وأنواع استراتيجية اتخاذ القرار، وأساليب استراتيجية اتخاذ القرار، والعوامل المؤثرة على استراتيجية اتخاذ القرار، والعوامل التي ينبغي مراعاتها عند استراتيجية اتخاذ القرار، واسباب اتخاذ القرار، والمعوقات التي تؤثر على استراتيجية اتخاذ القرار، ومحاذير يجب تجنبها عند استراتيجية اتخاذ القرار.

والفصل السادس يبحث في استراتيجية الجدول الاسترجاعي، ومفهوم استراتيجية الجدول الاسترجاعي، وأهداف استراتيجية الجدول الاسترجاعي، وخطوات بناء استراتيجية الجدول الاسترجاعي، والاعتبارات الواجب مراعاتها في استراتيجية الجدول الاسترجاعي، ودور المعلم في بناء استراتيجية الجداول الاسترجاعية، ودور المتعلم في بناء استراتيجية الجدول الاسترجاعي

وفي هذا الاتجاه يسرنا أن نقدم هذا الكتاب في تعليم العلوم وهو كتاب يتناول (تعليم العلوم واستراتيجياته-الجزء الرابع)، وهذا يجعل من الكتاب مرجعاً مهماً لا غنى عنه لمعلمي العلوم في مختلف مراحل التعليم، وللمشرفين (الاختصاصيين والتربويين) على تعليمها والمهتمين بتطويرها.

ونحن إذ نقدم هذا الكتاب في مجال تعليم العلوم ندرك أهمية وحيوية هذا المجال في وقتنا الحاضر، وأنه مجال يحتاج الى مزيد من الدراسات والجهود الهادفة الى بحث مشكلاته وواقعه والعمل على تطويرها بما يواكب العصر وبما يسهم في تحقيق العزة والتقدم لبلدنا.