تواجه المناهج التعليمية في الوقت الحالي تحديات عديدة، منها: الانفجار المعرفي الهائل في كافة المجالات، والثورة التكنولوجية التي تعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة، والاستخدام الأمثل للمعلومات، والقضايا والمشكلات العالمية المعاصرة مثل: المشكلات البيئية والسكانية والصحية وقضايا التنمية.

وينبغي على خبراء ومصممي المناهج مراعاة هذه التحديات والتصدي لها عند تطويرهم للمناهج التعليمية من أجل إعداد الفرد القادر على مواكبة التطور المتسارع واستيعابه في مجال تخصصه، من خلال تنمية قدراته ومهاراته في التفكير والتحليل المنطقي، وتوظيف مصادر المعرفة المتاحة في عمليتي التعليم والتعلم، هذا بالإضافة إلى تربيته تربية تكنولوجية تمده بالمعارف والمهارات وأساليب التفكير اللازمة للحياة في عصر سريع التغير.

لذلك أصبح من الضروري البحث عن أساليب ووسائل جديدة لمواجهة هذه التحديات والتغيرات والتكيف السريع معها، بل والتأثير فيها بشكل إيجابي، وهذا يتطلب من القائمين على تصميم المناهج التعليمية وتطويرها وضع تلك التحديات والتغيرات في الاعتبار، واستخدام المداخل المناسبة لمعالجتها في المراحل التعليمية المختلفة سواء على مستوى تخطيط المناهج أو على مستوى تنفيذها.

وتلزم الإشارة إلى أنه لا يمكن الفصل بين مداخل تخطيط المناهج التعليمية ومداخل تنفيذها، فبعض تلك المداخل يمكن استخدامها في أثناء عملية تخطيط المنهج وكذلك في أثناء تنفيذه.

ويتناول هذا الكتاب خمسة عشر فصلاً يمثل كل منها من مداخل تخطيط المناهج التعليمية وتطويرها، وينتهي كل فصل بمجموعة من التضمينات التربوية يمكن لخبراء المناهج التعليمية الاستفادة منها، وهذه المداخل هي:

1.  مدخل الذكاءات المتعددة

ويتضمن نظرية جاردنر للذكاءات المتعددة، وأنواع الذكاءات المتعددة، مشيرا إلى عوامل منشطات ومثبطات الذكاءات المتعددة، وكيفية تدريس نظرية الذكاءات المتعددة، كما يستعرض الأنشطة التدريسية ومصادر التعلم المناسبة لتنمية الذكاءات المتعددة.

2.  مدخل التعلم النشط

ويتناول مفهوم التعلم النشط، وافتراضاته، وأسسه، وأنشطته، ومكوناته، وخصائصه، كما يشير إلى مقارنة بين التعليم التقليدي والتعلم النشط، محددا عوامل نجاح مواقف التعلم النشط، وأدوار كل من المعلم والمتعلم في مواقف التعلم النشط، مستعرضا استراتيجيات التعلم النشط، وأهميته، ومعوقاته، ووسائل التغلب على تلك المعوقات.

3.  مدخل التربية الجمالية

ويعرض الخبرة الجمالية وسماتها وأهميتها عند جون ديوي، كما يوضح مفهوم التربية الجمالية وأهميتها ومجالاتها ومبادئها وعوامل نجاحها ودور المعلم في تحقيقها، مشيرا إلى بعض الدراسات التي اهتمت بالتربية الجمالية.

4.  مدخل قضايا القرن الحادي والعشرين وتحدياته

ويتضمن القضايا والتحديات التي تواجه التربية في القرن الحادي والعشرين، وينبغي على مخططي المناهج التعليمية وضعها في الاعتبار عند تخطيط تلك المناهج وبنائها وتطويرها، كما يستعرض هذا المدخل بعض الدراسات التي اهتمت ببناء المناهج التعليمية وتطويرها على ضوء قضايا القرن الحادي والعشرين وتحدياته.

5.  المدخل التكنولوجي

ويعالج دور الكمبيوتر في العملية التعليمية مشيرا إلى مجالات استخدامه في مجالي التعليم والتعلم، ومستعرضا بعض الدراسات التي اهتمت باستخدامه في تطوير العملية التعليمية، كما يتضمن هذا الفصل دور شبكات المعلومات في العملية التعليمية، موضحا الخدمات التي تقدمها ومنها: البريد الالكتروني، ونقل الملفات، والاتصال عن بعد، والمنتديات العالمية، كما يستعرض بعض الدراسات التي اهتمت باستخدام الإنترنت في العملية التعليمية، وينتهي هذا المدخل باستعراض دور الوسائط المتعددة في مجال التعليم.

6.  مدخل التربية البيئية

ويتناول أهداف التربية البيئية، ويعرض مجموعة من الدراسات التي اهتمت بتضمين التربية البيئية بالمناهج الدراسية.

7.  مدخل الموديولات التعليمية

ويتضمن مفهوم التعلم الذاتي وأدوار المعلم في أثناء إستراتيجية التعلم الذاتي، ودور الموديولات التعليمية في التعلم الذاتي، كما يشير إلى المنهج الموديولي وخصائصه، ويعرض المكونات الرئيسة التي تتكون منها الموديولات التعليمية ومميزات استخدامها، وينتهي المدخل بعرض نموذج لأحد الموديولات التعليمية.

8.  مدخل التربية السكانية

ويتناول المشكلة السكانية والآثار المترتبة على النمو السكاني، ويعرض مفهوم التربية السكانية، وأهدافها، ومجالاتها، والجهود الدولية المبذولة في مجالها، كما يستعرض بعض الدراسات التي اهتمت بتضمين التربية السكانية في البرامج التعليمية.

9.   مدخل التكامل

ويعالج مفهوم التكامل، ومستوياته، والمبررات التي تستدعي الأخذ به في بناء المناهج الدراسية وتطويرها، بالإضافة إلى مداخل التكامل، وأبعاده، وخصائص المنهج المتكامل، وصعوبات بنائه وتطبيقه، مستعرضا بعض الدراسات التي اهتمت ببناء المناهج المتكاملة.

10. مدخل التربية الدولية

ويتضمن مفهوم التربية الدولية، وأهدافها، ومجالاتها، ويوضح طبيعة العلاقة بين الجغرافيا والتربية الدولية، ويشير إلى بعض الدراسات التي اهتمت بتضمين التربية الدولية في المناهج الدراسية.

11. مدخل العلاقة المتبادلة بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع

ويعالج القضايا العالمية الناشئة عن التفاعل بين العلم والتكنولوجيا والمجتمع، ويعرض مداخل التدريس التي تؤكد على العلاقة المتبادلة بين العلم والمجتمع، والجهود المبذولة لإبراز العلاقة المتبادلة بين الكيمياء – كأحد فروع العلم – والتكنولوجيا والمجتمع، كما يعرض بعض الدراسات التي اهتمت بتطوير مناهج العلوم على ضوء هذه العلاقة.

12. مدخل التربية الوقائية

ويتناول التربية الصحية والتربية الأمانية موضحا أهداف ومجالات كل منهما، ويستعرض بعض الدراسات والبحوث التي اهتمت بالتربية الوقائية بمجالاتها المختلفة.

13. المدخل المنظومي

ويتضمن المسلمات التي يستند عليها التعليم المباشر، وأوجه النقد الموجهة إليه، ويوضح أهمية الأخذ بالمدخل المنظومي ومبرراته في عمليتي التعليم والتعلم، مشيرا إلى أهدافه، ودوره في تطوير المنهج، ويستعرض بعض الدراسات التي اهتمت بالمدخل المنظومي.

14. مدخل التربية الاقتصادية

ويعالج الاقتصاد والتربية محددا الوظيفة الاقتصادية للتربية، ومفهوم التربية الاقتصادية، وأهدافها، مستعرضا بعض الدراسات التي اهتمت بالتربية الاقتصادية.

15. مدخل التربية السياسية والاجتماعية

ويتناول أبعاد التربية السياسية، وهي الوعي السياسي والمشاركة السياسية، مشيرا إلى بعض الدراسات التي اهتمت بالتربية السياسية، كما يتناول أهداف التربية الاجتماعية، وبعض الدراسات التي اهتمت بتضمينها بالمناهج الدراسية.

وينتهي كل فصل بعدد من المراجع والدراسات العربية والأجنبية، ويمكن للقارئ الرجوع إليها إذا احتاج لمزيد من التفاصيل حول كل مدخل.